انتقد الرئيس الأميركي جورج بوش رفض أعضاء في حلف شمال الأطلسي ناتو إرسال قوات إلى مناطق مستعرة في أفغانستان، وطالبهم بضرورة القبول ب"واجبات صعبة". وكانت دول عدة من أعضاء الحلف حرصت على إبقاء قواتها خارج أكثر الأقاليم خطورة في أفغانستان، حيث تنشط قوات"طالبان". وتسيطر الصعوبات التي تواجه الحلف في جنوبأفغانستان على قمة رؤساء دول الحلف الأطلسي التي انطلقت أمس في ريغا في لاتفيا وتختتم اليوم. ووصل بوش إلى ريغا مقبلاً من استونيا التي كان وصلها مساء أول من أمس والتقى فيها الرئيس توماس هندريك ايلفس ورئيس الوزراء اندروس انسيب. والتقى الرئيس الأميركي بعد ظهر أمس رئيسة لاتفيا فايرا فايك فريبرغا. وردّد الرئيس الأميركي الذي أطلق قبل خمس سنوات حرباً أطاحت بنظام"طالبان"كلمات قالها الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر. ورأى شيفر أن أفغانستان"مهمة ممكنة"، لكنه تحدث عن إمكانية سحب قوات الحلف منها عام 2008، وقال:"علينا أن نكون صريحين في شأن المخاطر. لكننا في حاجة أيضاً إلى تجنب المبالغة في الردود الدرامية". واعتبر شيفر في كلمة ألقاها قبل ساعات على افتتاح القمة انه"من غير المقبول"أن يكون لا يزال هناك نقص بنسبة 20 في المئة في القوات الضرورية في جنوبأفغانستان لمواجهة هجمات حركة طالبان. وطلب القائد العسكري للحلف الأطلسي الجنرال الأميركي جيمس جونز إرسال تعزيزات تقارب 2500 عنصر إلى أفغانستان للتصدي لهجمات"طالبان"في الجنوب. وجدد شيفر دعوته إلى الدول الحليفة من اجل رفع القيود المفروضة على إرسال قواتها إلى مناطق من البلاد لا تنتشر فيها. وقال:"هذه القيود تحد من الفاعلية العملانية", مضيفاً:"نجد صعوبة في تقبل منع القوات التي تقوم بعمليات إعادة إعمار من القتال". ونوه شيفر بالتقدم الذي تحقق في أفغانستان وخصوصاً في مجالات التربية والصحة والاقتصاد, وأشاد بقيام مؤسسات ديموقراطية. وأيد الامين العام ل"ناتو"انشاء"مجموعة اتصال"دولية للإشراف على اعادة اعمار افغانستان, بناء على اقتراح من الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وقال:"اننا في حاجة الى هيئة تنسيق دولية افضل لأفغانستان"تشرف على الأمن وإعادة الإعمال والسياسات المطبقة بهذا الصدد في آن معاً. وكتب شيراك في مقالة عرض فيها موقف بلاده ونشرت في صحف 36 دولة"ارى من الضروري تشكيل مجموعة اتصال تضم دول المنطقة والدول الرئيسية المشاركة في العمليات العسكرية والمنظمات الدولية كما هي الحال في كوسوفو, لإعطاء قواتنا امكانات النجاح في مهمتها المساندة للسلطات الأفغانية وإعادة تركيز الحلف على سير العمليات العسكرية". وقال شيراك في بيان نشرته الرئاسة الفرنسية إن حلف الأطلسي سيكون جاهزاً في القمة لإعلان جاهزية قواته الخاصة الجديدة. وجاء في البيان:"سيعلن في ريغا عن الجاهزية الكاملة لقوة الرد السريع التابعة للحلف الأطلسي". وجهد القادة العسكريون في إقناع حكومات دولهم بتوفير فرق خاصة وتجهيزات لازمة لملء الشواغر في القوة البالغ عديدها 25 ألف شخص. كما أعلن بوش عن تأييده دعوة بوش الحلفاء الأوروبيين إلى الإنفاق أكثر على الدفاع. على صعيد آخر، نقلت صحيفة"ذي هيرالد تريبيون"الدولية عن مسؤول روسي أن الرئيس الفرنسي يخطط لدعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين للانضمام إليه في ريغا للمشاركة في حفلة عيد ميلاد خاصة مقررة بعد القمة. وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات اللاتفية ليست على دراية بالأمر. لكن مصدراً في مكتب شيراك قال:"لم ترسل أي دعوة إلى الرئيس بوتين"، وأن السلطات اللاتفية على علم كامل ببرنامج شيراك. وقال ناطق باسم الكرملين إنه غير قادر على تأكيد زيارة بوتين ريغا أو نفيها. لكن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بدا على علم بالزيارة، وهو قال للصحافيين إنه لن يلتقيه باعتباره سيغادر إلى لندن قبل وصول الرئيس الروسي الذي لم تطأ قدماه لاتفيا منذ استقلالها عن الاتحاد السوفياتي عام 1991.