رأى رئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" اللبناني النائب وليد جنبلاط "أننا سنواجه بعد ثلاثة أسابيع لحظة حقيقة، إما سنستطيع انتخاب رئيس يحقق طموح اللبنانيين في الحصول على لبنان حر، سيد ومستقل وفقاً ل 14 آذار، ثورة الأرز، رئيس يحترم القرارات الدولية ويلتزم بها، يتعاون بالكامل مع المحكمة، وإما أن لبنان سيخضع للطغيان السوري والسيطرة الإيرانية. سيختفي لبنان، نموذج التنوع والتعددية والديموقراطية في الشرق الأوسط". وقال:"لا ينخدع أحد بأن القتل سيتوقف ما دام حاكم دمشق يشعر بالأمان في دمشق، مدعوماً من الإيرانيين، ما دام البعض يعتقد بأن إشراكه سيغير من سلوكه. في هذه الحالة لما لا نشرك بن لادن كما فعل شامبرلن مع هتلر منذ وقت طويل". كلام جنبلاط جاء في محاضرة ألقاها قبل أيام في معهد واشنطن ونشرتها جريدة"الأنباء"الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي كاملة. وأسهب جنبلاط في كلمته في عرض التطورات السياسية والأمنية في لبنان منذ"لحظة الحقيقة في 26 آب أغسطس 2004 عندما دعا الرئيس السوري بشار الأسد الشهيد رفيق الحريري، رئيس حكومة لبنان إلى دمشق من أجل اجتماع لم يدم أكثر من عشر دقائق، وقال له بصراحة:"إميل لحود أي الرئيس الحالي هو أنا، وإذا كان أحدهم في لبنان يريد إخراجي فسوف أحطم لبنان... اذهب وجدد له". منع الحريري حتى من المناقشة وعاد مباشرة من دمشق إلى بيروت، إلى منزلي، أظن أن الوقت كان ظهراً أو الساعة الأولى تقريباً، وأخبرني ما حصل له مع بشار. كان الوزيران مروان حمادة وغازي العريضي حاضرين مع النائب باسم السبع. كانت لحظة الحقيقة قد أتت كما قلت". وأضاف:"بعضكم قد يسأل لماذا أخذت كل هذا الوقت لأتحدى الاحتلال السوري للبنان، يوماً ما، إذا نجوت من ... دمشق، يوماً ما سأكتب مذكراتي". واستعرض جنبلاط الأحداث الأمنية منذ محاولة اغتيال النائب مروان حمادة مروراً باغيتال الرئيس الحريري وصولاً الى اغتيال النائب انطوان غانم، ليخلص الى القول:"نعم بشار كان ولا يزال يحطم لبنان ويقف ضد العدالة، العدالة المحلية والآن العدالة الدولية في لبنان". وأضاف:"اكتشفت ربما متأخراً، أن العدالة لا تتعايش مع الطغيان، وأن ما يسمى حركات التحرير، التحرير الوطني المدعومة من الدكتاتوريين في دمشق أو قوى الظلام في طهران لا يمكن إلا أن تتصرف وفقاً لرغبات أسيادها التي تمليها عليهم. قمت بأفضل ما يمكنني مع رفاقي في 14 آذار، جميعهم، قمنا بأفضل ما نستطيع لنحقق المحكمة، في انتظار الحكم ونذكر الجمهور كيف وقف حلفاء سورية وإيران بشراسة في مواجهة المحكمة، مواجهة العدالة". وأكد أن"أفعالي مع رفاقي ستحقق العدالة وأن المجرمين سيساقون إلى المحاكمة، وأن في مكان ما سأكون وفياً لذكرى رجل نبيل، كما وصفه آرثور سولزبرغر Arthur Sulzberger في"نيويورك تايمز"في 16 آذار مارس 1977 يوم اغتيل كمال جنبلاط في جبال الشوف في لبنان، اغتاله النظام السوري ومعه قضى العديد من الأبرياء".