قلل الرئيس السوداني عمر البشير أمس من أهمية اتفاق لوقف الاعمال العدائية يتوقع أن يوقعه ونظيره التشادي إدريس ديبي خلال قمة"منظمة المؤتمر الإسلامي"التي تعقد في السنغال غداً. وقال إن ديبي"لم يلتزم في تنفيذ اتفاق الرياض الذي تعهد بموجبه داخل الكعبة المشرفة التوقف عن إيواء أو تدريب أو تمويل الجماعات المسلحة المناوئة للسودان، كما لم يلتزم بتنفيذ أربعة اتفاقات أخرى، فهل نتوقع أن نتوصل إلى اتفاق في دكار؟". وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في دبي أمس إن السودان يهمه في الوقت الراهن"استقرار الوضع في أراضيه ولا يحتاج إلى بلد إضافي، وهو الذي يملك من الأراضي والموارد ما يكفيه، وكل ما يهمه توحيد السودان". لكن وزير الدولة في وزارة الخارجية السودانية السماني الوسيلة قال في وقت لاحق إن البشير سيذهب إلى دكار"بعقل وقلب مفتوحين". وكان الرئيس السنغالي عبدالله واد أعلن أنه سيجمع اليوم البشير وديبي لتوقيع اتفاق مصالحة يتعهد فيه الطرفان وقف دعم المتمردين على جانبي الحدود بينهما. وتبادلت الخرطوم ونجامينا اتهامات بتأجيج الأوضاع على الحدود، خصوصاً في إقليم دارفور. وانتقد البشير التقارير الغربية التي تتحدث عن"تطهير عرقي ونزوح جماعي في دارفور". ورأى أن"كل ما يقال عن التطهير العرقي والإبادة في السودان كذب، وما ترتكبه الولاياتالمتحدة في العراق أكبر بكثير مما يحدث في دارفور". وأكد أن"عدد القتلى في دارفور لا يتجاوز 10 آلاف شخص". لكنه، لم ينكر أن أميركا"دولة كبيرة ومؤثرة، وخلق مشاكل معها أمر مكلف، والعلاقة الطيبة معها لها ايجابياتها". وقال:"ليست لنا مصلحة في معاداة الولاياتالمتحدة، ولكن ما يثيرنا هو اختيارها مبعوثين يكنون مواقف عدائية تجاه السودان". واتهم الدول الغربية بعدم الوفاء بالوعد الذي قطعته لتخصيص 4.5 بليون دولار لتنمية جنوب السودان. وأضاف أن حكومة الخرطوم تبحث حالياً عن مصادر أخرى لتمويل تنمية الجنوب الذي يعد جزءاً من التزاماتها وفقاً لاتفاق السلام. وشدد على أن السودان"قرر عدم فرض الوحدة على الجنوب بالقوة، وإعطاء الجنوبيين حق الخيار بين الوحدة أو الانفصال"، على اعتبار أن فرض الوحدة بالقوة بات مكلفاً للحكومة التي"تأمل في أن ينتهي الأمر إلى وحدة بين شقي السودان". وفي ما يتعلق بالقمة العربية المقرر عقدها في سورية نهاية الشهر الجاري، أكد البشير أن السودان سيشارك في القمة"على أعلى المستويات"، على أعتبار أنها تعقد"في وقت الأمة العربية في حاجة إلى قمة، لمناقشة القضايا الشائكة التي تعاني منها في كل من فلسطينوالعراقولبنان". واعتبر أن"عدم وجود رئيس للبنان لا يمنع تمثيل هذا البلد العربي في القمة، على اعتبار ان لبنان لديه حكومة شرعية يمكن ان تمثله في القمة". وقال:"الله يضع الحكمة في عقول اخواننا في لبنان لحفظ وحدته ووحدة العرب، لأن المشاكل التي يعاني منها لبنان تؤثر على العالم العربي".