سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المعارضة الاسبانية فشلت في استعادة ثقة الناخبين على رغم المآخذ على الحكومة . ثاباتيرو تحت رحمة القوميين القطالونيين بعد فوزه بغالبية غير كافية في الانتخابات
فاز الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني بقيادة رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو بالانتخابات العامة التي أجريت الاحد، لكنه لم يحصل على الغالبية الكافية التي كانت ستخوله ان يحكم من دون اللجوء الى تحالفات تقيده بشروط الحزب الذي يقدم له الدعم. وحصل الاشتراكيون على 43.64 في المئة من الاصوات، ما يخولهم شغل 169 مقعداً في البرلمان، في مقابل 40.12 للحزب الشعبي اليميني المعارض 153 نائباً. وبذلك حصل كل من الحزبين على خمسة مقاعد اضافية في البرلمان، مقارنة بنتيجتيهما في انتخابات عام 2004 والتي أجريت بعد يومين من تفجيرات مدريد وغيرت موازين القوى لمصلحة الاشتراكيين. وحصل القوميون المعتدلون القطالونيون شرق على 3.05 في المئة من الاصوات، ما يمنحهم 11 مقعداً في البرلمان يحتاجها ثاباتيرو للحصول على غالبية بسيطة تدعم حكومته في البرلمان. وحصل"اليسار الموحد"قدامى الشيوعيين على 3.80 من الاصوات، لكن نظراً الى تعقيدات القانون الانتخابي الاسباني، حددت حصته بثلاثة نواب بدل خمسة في البرلمان السابق، ما دفع زعيمه الى الاستقالة بعد ادانته قانون الانتخاب الذي"تسبب بالثنائية السياسية"في البلاد. وعكست النتائج التوقعات في استطلاعات الرأي بفوز الاشتراكيين، على رغم آمال مسؤولي الحزب الشعبي بالعودة الى الحكم، مراهنين على تخبط الحكومة الاشتراكية في كثير من قراراتها وازدياد البطالة خلال السنوات الاربع الماضية، ووصول التضخم الى اعلى مستوياته. وكانت اكبر المآخذ على الحكومة، فشلها في مفاوضات مع منظمة"ايتا"الباسكية التي عادت الى حمل السلاح وشن اعتداءات ارهابية، وقع آخرها قبل يومين من الانتخابات، اذ اقدم ناشطوها على اغتيال عضو بلدية سابق في الباسك. وعلى رغم المآخذ، لم يتمكن زعيم اليمين ماريانو راخوي من كسب ثقة الناخبين والتقدم على ثاباتيرو في ايصال رسالة طمأنة الى الشعب الاسباني. ولوحظ ان الحزبين الرئيسين حصلا على 322 مقعداً من اصل 350 يتألف منها المجلس النيابي، فيما تراجع الدعم الشعبي للقوميين الراديكاليين خصوصاً الشركاء السابقين للاشتراكيين من اليساريين الجمهوريين في قطالونيا والذين حصلوا على ثلاثة مقاعد فقط بدل ثمانية فازوا بها في الانتخابات السابقة، في وقت زادت حصة القوميين المعتدلين بمقعد واحد، ما يشير الى تراجع الموجة الراديكالية. وفي مجلس الشيوخ، فاز الحزب الشعبي ب101 مقعد في مقابل 89 للاشتراكيين و 18 مقعداً لبقية الاحزاب القومية، وهي نسب معتادة في هذا المجلس. وبذلك، اصبح مفتاح تأمين الغالبية للحكومة الاشتراكية في يد القوميين المعتدلين الذين قالوا كلمتهم امس، مؤكدين ان رئيس الوزراء يعرف ماذا يريدون من مكاسب، لجهة تحويل الضرائب التي تجبى في مقاطعة قطالونيا الى حكومتها الاقليمية للتمتع باستقلالية اوسع، وذلك من ضمن شروط اخرى تعتبرها فئة من الاسبان مؤلمة وتتعلق بسيادة البلاد ككل. لذا اكد راخوي في اطلالته الاولى بعد خسارته الانتخابات، انه سيستمر في الدفاع عن اسبانيا لتبقى"وطن الاسبان الكبير"في الوقت الذي وعد ثاباتيرو مواطنيه بفتح"مرحلة جديدة والبحث عن الوفاق في المواضيع الوطنية".