دخل الرئيس الأميركي جورج بوش على خط الانتخابات لاختيار خلفه، محاولا تسويق مرشح الصدارة للجمهوريين السناتور جون ماكين لدى القاعدة المحافظة، من دون ذكره بالاسم. وفي هذا السياق، شدد بوش على أولوية الأمن القومي ومحاربة الإرهاب. جاء ذلك في وقت يستعد الديموقراطيون لانتخابات في ولايات عدة آخر الأسبوع سبقها وصف حملة باراك أوباما بأنها تؤسس لعقيدة جديدة ومقارنته بالمرشحة السابقة للرئاسة الفرنسية سيغولين رويال التي خسرت أمام الرئيس نيكولا ساركوزي. وأكد بوش، الذي هوت شعبيته الى 30 في المئة، أمام تجمع للمحافظين في واشنطن أمس، أن"هناك الكثير على المحك في هذه الانتخابات"، مشيراً الى الخلاف مع الديموقراطيين حول الأهداف في العراق والاستراتيجية الهجومية في الحرب على الإرهاب. وتعهد بوش للقاعدة المحافظة التي لديها الكثير من التحفظات على ماكين، أن المرشح الجمهوري للرئاسة سيحمل"مبادئ الحزب وقيمه المحافظة الى البيت الأبيض في 2008". وتعتبر تصريحات بوش الأولى من نوعها حول الانتخابات، بعدما أوشك ماكين على حسم المعركة لمصلحته داخل الحزب. وأحدث صعود الأخير بلبلة في أوساط المحافظين، واقترح بعضهم التصويت لهيلاري كلينتون بديلا عنه، ليس تماهياً مع سياساتها، بل تمهيداً لعودة قوية للمحافظين في 2012، بدل التنازل وإيصال ماكين الذي لا يتفق مع هذه القاعدة اليوم. وفي المعسكر الديموقراطي، استعد كل من كلينتون وأوباما لمعارك آخر الأسبوع في ولايات واشنطن ونيبراسكا وماين ولوزيانا التي رغم ضآلة حجم المندوبين فيها، قد تمنح أوباما فرصة التعادل مع كلينتون بسبب شعبيته في هذه الولايات الليبرالية واشنطن وماين وغناها بالتمثيل الأفريقي - الأميركي لويزيانا . وشبهت صحيفة"كريستشان ساينس مونيتور"أوباما بسيغولين روايال المرشحة الاشتراكية التي لم يحالفها الحظ في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة، واعتبرت الصحيفة انه مثل روايال ليس مرشح الهيئات القيادية في الحزب الديموقراطي وقد يهزم لذلك. وكتبت الصحيفة في افتتاحية لبيبر كالبيبر الأخصائي في الشأن الفرنسي مؤكداً انه في حال فوز أوباما بترشيح الحزب الديموقراطي للسباق الى البيت الأبيض، فسيكون هزم مرشحة الحزب مثلما تفوقت روايال على اثنين من حزبها. وتابع انه بعد نفحة التجدد كان الخط التقليدي في الحزب الاشتراكي الفرنسي أقوى من خط روايال في السياسة فغلف برنامجها"بغطاء سياسة قديمة لم تترك لها اي فرصة في مواجهة ساركوزي"الذي هزمها. وقارب بعض المعلقين الأميركيين مثل جويل ستاين في صحيفة"لوس أنجليس تايمز"ظاهرة أوباما بالتحول الى"حركة عقائدية"يعكسها استخدام المرشح عبارات ذات طابع إنجيلي خلال لقاءاته، وولاء وتعصب زائد لدى مناصريه، مما يصعب انتقاده أو سجله السياسي بسبب تحوله الى ظاهرة تتعدى القيود السياسية.