سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
22 ولاية أميركية اقترعت في "الثلثاء الكبير" والديموقراطيون حشدوا لمعركة بعيدة من الحسم . اليمين الجمهوري وضع رهانه الأخير على رومني وخاض معركة "حياة أو موت" في مواجهة ماكين
صراع أجيال وامتحان للحسّ الفكاهي لدى المرشحين ... هكذا تحول السباق الرئاسي الأميركي لدى انطلاق معركة "الثلثاء الكبير"، وتوافد الملايين في 22 ولاية أميركية الى صناديق الاقتراع أمس، مثقلين بالهمّ الاقتصادي والمخاوف من الركود، لاختيار المرشحين الديموقراطي والجمهوري الأنسب للمنافسة على البيت الأبيض. واستبعدت حملتا هيلاري كلينتون وباراك أوباما حسم التنافس بينهما اليوم، بل حشدا مؤيديهما لمعركة تطول شهوراً، فيما حاولت القاعدة اليمينية للجمهوريين انتهاز فرصتها الأخيرة لدعم مرشحها ميت رومني والانقضاض على جون ماكين قبل استيلائه على الحزب. اليوم الانتخابي الأطول في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية، انطلق في نيويورك، ولاية السناتور هيلاري كلينتون التي بدت مطمئنة الى الفوز فيها، فيما بدا ماكين واثقاً من حصده أصوات الجمهوريين في الولاية. وتوالت عمليات التصويت في ولايات الجنوب والوسط ثم الغرب، وصولاً الى ولاية كاليفورنيا الغنية بالأصوات وعدد المندوبين. وكان بارزاً خلال اليوم الطويل تصدر الهمّ الاقتصادي الأجندة الانتخابية، وتنافس كلينتون وأوباما على ابراز خططهما للتأمين الصحي ومعالجة البطالة، خلال مشاركتهما في مقابلات تلفزيونية. وسعى رومني الى إبراز خبرته الطويلة في القطاع الخاص وكحاكم لولاية ماساتشوستس، فيما أعطته الاستطلاعات تقدما في اللحظة الأخيرة في كاليفورنيا حيث سجل أوباما أيضاً تقدماً على كلينتون. واحتدمت المنافسة في الجنوب داخل المعسكرين، وحافظت كلينتون على تقدمها شرقاً بينما سبقها أوباما في ولايات الوسط. وفي قراءة لأرقام الاستطلاعات، انعكس بوضوح وأكثر من أي وقت، صراع الأجيال في هذه الجولة الانتخابية، ومالت أصوات الشباب الى أوباما، فيما اختار الأكثر تقدماً في السن"خبرة"كلينتون. ولم تشذ عن هذه القاعدة نخبة فناني هوليوود، فدعم شبابها مثل جنيفر أنيستون وجورج كلوني المرشح الأفريقي - الأميركي، فيما أعطى العريقون في المهنة باربرا ستريسند وجاك نيكلسون أصواتهم لكلينتون التي استفادت أيضاً من انضمام الممثلة من أصل لاتيني أميركا فيريرا الى حملتها أمس، واستضافت تجمعات انتخابية في لوس أنجليس وسان فرانسيسكو حيث للصوت اللاتيني قوة محورية للحسم. وحشدت حملتا أوباما وكلينتون لمعركة طويلة وخفضتا توقعاتهما لنتائج امس، نظراً الى عجز كليهما عن جمع أصوات 2025 مندوباً لحسم السباق. وهيأت كل من الحملتين أنصارها لتوقع نتائج متقاربة، فيما رجح مستشارو كلينتون تقدماً طفيفاً لها، من دون أن يعني ذلك فوزاً بترشيح حزبها. واستفادت كلينتون من الاقتراع المبكر في بعض الولايات، وإدلاء الآلاف بأصواتهم قبل صعود أوباما الذي حصد دعم قيادات حزبية في الأسبوعين الماضيين. واللافت أن أوباما كان المرشح الأوفر حظاً لدى الأميركيين المغتربين، تحديداً في اندونيسيا حيث فاز بأصوات 75 في المئة من الناخبين في مقابل 25 لكلينتون. ورأت الأميركية الأولى سابقاً في برنامج كوميدي أذيع ليل الاثنين، أن عامل الظرافة والشخصية الأكثر تحبباً للناخبين يجب ألا تكون له الأولوية في الانتخابات، وأن الدليل هو الرئيس جورج بوش الذي فضل الناخبون شخصيته على جون كيري وآل غور عامي 2000 و2004. وفي كلام كلينتون إشارة واضحة الى ان أوباما يستغل شخصيته خصوصاً في أوساط الشباب. وبعد جولات مكوكية امس، انهى أوباما يومه الانتخابي في ولاية ايلينوي مع مؤيديه، فيما توجّهت كلينتون الى نيويورك للمشاركة في احتفال ضخم لأنصارها ليلاً. وفي المعسكر الجمهوري، استنفر اليمين وحشد ناخبيه للتصويت لرومني بدلاً من ماكين قبل فوات الأوان، وحصد الأخير النسب المطلوبة للفوز بترشيح الحزب. وتراجعت أرقام السناتور المخضرم في ولاية كاليفورنيا، لكنه حافظ على تقدمه في ولايات الشرق، وخصوصاً نيويورك ونيوجيرسي. ويعني فوز ماكين اليوم، جهوزية الماكينة الجمهورية للإنطلاق في حملة الفوز بالبيت الأبيض فيما يستمر الديموقراطيون في عراكهم. وحاول ماكين إبراز قوته في ملفات الأمن القومي وتميزه عن بقية المرشحين بصراحته السياسية، مخفياً قلقه من ان تؤدي نقمة اليمين على مواقفه الليبرالية في المسائل الاجتماعية الى ضعضعة رصيده في بعض ولايات الغرب والجنوب، ما يبقي رومني في السباق ويؤجّل الحسم.