لم يستطع السفير السعودي لدى تشاد عادل عارف الجزم بحقيقة الدوافع وراء الهجوم الذي تعرضت له سفارة بلاده في العاصمة التشادية نجامينا السبت الماضي، وقال في اتصال مع"الحياة"من مقر إقامته في القاعدة الجوية الفرنسية في نجامينا في طريقه إلى الغابون أمس:"لم أجزم بتحديد ما إذا كان الهجوم على سكن السفارة عملية مقصودة أم لا"، موضحاً أن مقر السفارة، إضافة إلى سكنه،"يظهر عليهما العلم السعودي، ومعروف في مدينة نجامينا أنه المقر الرئيسي للبعثة الديبلوماسية للمملكة العربية السعودية". وأبلغ السفير عارف"الحياة"أمس تفاصيل الحادثة التي تعرضت لها السفارة، وكشف لحظات عصيبة وأخرى آمنة مر بها أفراد السفارة السعودية هناك. وفي حين أكد أن الإصابة التي تعرض لها الإبن الثاني للموظف السعودي عمره سنتان جاءت نتيجة شظايا القنبلة في الغرفة نفسها التي توفيت فيها والدته وأخته، أشار إلى أن أول المسعفين كان الصليب الأحمر الذي"جمع أشلاء الأم"بعد انتظار دام خمس ساعات، لا سيما مع تعثر الاتصالات. وبينما كان السفير عارف وأعضاء السفارة يوجدون في القاعدة الفرنسية في نجامينا استعداداً للانتقال إلى العاصمة الغابونية ليبرفيل، أكد عارف أن أفراد السفارة وعددهم ثمانية كانوا يتواصلون مع أهاليهم والمسؤولين السعوديين بواسطة شريحتي جوال سعودية فقط، لافتاً إلى أن خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية كانوا يتصلون للاطمئنان على أفراد السفارة ومواساة الموظف عبدالرحمن الزهراني كل 10 دقائق. وأوضح السفير السعودي لدى تشاد أن إقلاع الطائرة السعودية التي أمرت بها الحكومة السعودية لنقل البعثة إلى الغابون وعلى متنها أيضاً تابوت للمتوفاة وابنتها سيحصل منتصف ليل الإثنين بحسب توقيت السعودية، لافتاً إلى أن مدة الرحلة تتراوح بين الساعتين والساعة ونصف الساعة. وفي حين توقع عارف أن تقلع الطائرة من الغابون إلى الرياض بين الثالثة والرابعة فجراً اليوم الثلثاء، أكد أن الابن المصاب يحتاج إلى رعاية صحية خاصة ومن المرجح أي يبقى في الغابون بعض الوقت حتى تسمح حاله الصحية بالسفر إلى السعودية، خصوصاً أن الرحلة من العاصمة الغابونية إلى الرياض تستغرق نحو سبع ساعات. وروى عارف اللحظات العصيبة التي عاشها أفراد السفارة قبل التفجير وبعده، وقال:"طلبت من أعضاء أفراد السفارة الحضور إلى منزلي عصر الجمعة، على اعتبار أن اتفاقات فيينا تعطي الحصانة لمقر السكن ومقر السفارة، لذا قدّرت أن أكثر الأماكن أماناً سيكون منزلي". وطبقاً لعارف فإن أفراد السفارة تناولوا العشاء سوياً مساء الجمعة وكذلك الإفطار عند الساعة العاشرة والنصف صباحاً"وحينما جاءت الساعة ال 11 وقعت القنبلة التي أودت بحياة زوجة الموظف وابنتها ومثّلت فاجعة بالنسبة إلينا". ولأن الاتصالات كانت مقطوعة عن العاصمة التشادية، أرسل السفير عارف أحد الموظفين ليطلب النجدة على الطريق، وبعد مرور نحو خمس ساعات"تمكن الصليب الأحمر من الوصول وقام بالإسعافات اللازمة ونقل المتوفاة وابنتها إلى المستشفى". وأشار عارف إلى أن المسؤولين السعوديين في الوزارة وغيرهم من السفراء السعوديين في الدول أخرى"كانوا على اتصال معنا طوال الوقت"وذلك بواسطة"شريحتي هاتف محمول سعودي، إذ هي الطريقة الوحيدة بسبب تعذر إجراء اتصالات في تشاد"، مشيراً إلى أن"وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وجّه بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة الاتصالات معنا". من جهته، أكد المتحدث الإعلامي في السفارة السعودية في باريس محمود قطان في اتصال مع"الحياة"أن الأمن الفرنسي أجلى أعضاء السفارة السعودية إلى فندق قريب في العاصمة التشادية قرب مقر السفارة، وذلك"تحت حماية أمنية مشددة، ومن ثم تم نقلهم إلى القاعدة الجوية الفرنسية".