عرضت السلطات التشادية على الصحافيين نحو مئة متمرد أسرتهم بعد فشلهم في الاستيلاء على العاصمة التشادية في بداية شباط فبراير الجاري. وأُجلس هؤلاء المساجين وغالبيتهم من الشبان الصغار السن، على الأرض حفاة وصامتين ومنكسرين في باحة مدرسة للدرك التشادي في نجامينا. وقال وزير الداخلية التشادي أحمد محمد بشير"نجحت قواتنا في القبض على هؤلاء العناصر من الفيلق الإسلامي العميل للسودان". وأضاف:"هذه هي الأدلة، هناك بطاقات لهؤلاء المرتزقة الذين ينتمون إلى الفيلق الإسلامي والقاعدة"، مشيراً إلى وثائق هوية طبع بعضها باللغة العربية وبعضها بالفرنسية وضعت على طاولة. وتابع أن"هؤلاء أسرى حرب وليسوا سياحاً وسيحاكمون بهذه الصفة". ويبلغ عدد المتمردين المعتقلين في مقر الدرك 135. وأكد الوزير التشادي أن غالبيتهم من السودانيين. وتتهم تشاد السودان بالوقوف وراء حركة التمرد. وقال الوزير إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر زارتهم صباح أمس. ويطارد الجيش التشادي حالياً فلول المتمردين. وقالت مصادر عسكرية إن هؤلاء شوهدوا في جنوب شرقي تشاد وانقسموا إلى مجموعتين. وفي نجامينا يقوم الجيش التشادي بعملية بحث من بيت الى بيت. ومع أن حظر التجول ارجئ الى منتصف الليل، لا تسجل أي تحركات في المدينة بدءاً من المساء. ويؤكد سكان ان عمليات النهب مستمرة. من جهة أخرى، عبّر وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير الأربعاء عن"القلق الشديد"في شأن مصير ثلاثة معارضين تشاديين خطفوا اثر الهجوم الفاشل على نجامينا. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الفرنسية أ ب في باريس إن القوات الفرنسية نقلت ذخائر من ليبيا ودول أخرى إلى الجيش التشادي عندما وصل المتمردون إلى العاصمة نجامينا مطلع الشهر الجاري. وقال الناطق لوران تيسييه إن فرنسا"ساعدت تشاد في تسلم ذخائر جاءت من دول أخرى"لمصلحة القوات الحكومية. وأضاف في مؤتمر صحافي أن ليبيا بين تلك الدول التي لم يكشفها. وأكدت السلطات الفرنسية ان القوات الفرنسية المنتشرة في تشاد لم تتدخل في القتال بين القوات الحكومية الموالية للرئيس إدريس ديبي والمتمردين. لكن وزارة الدفاع الفرنسية قالت ان فرنسا زوّدت ديبي بدعم لوجستي واستخباراتي. ويؤكد المسؤولون الفرنسيون اليوم أنهم نقلوا الى القوات التشادية قذائف دبابات روسية الصنع من ليبيا بعدما كادت ذخائرها تنفذ خلال المعارك في نجامينا مطلع شباط.