بعد تلقي الملف الأمني ضربة قوية في بغداد وانشغال الجيش والشرطة في معركة حاسمة في الموصل، تراجعت فرص تشكيل حكومة جديدة خلال الأيام المقبلة في أعقاب محادثات مكثفة انشغلت بها الأوساط السياسية والبرلمانية أخيراً. كما تراوح الخلافات بين الحكومة المركزية واقليم كردستان مكانها، ما يهدد بتعقيد الأزمة السياسية لجهة تعطيل إقرار قوانين داخل البرلمان. وقال القيادي في كتلة"الائتلاف"الشيعية عباس البياتي ل"الحياة"إن"اعلان تشكيل حكومة جديدة قد يتأخر قليلاً بعدما كان مقرراً اعلانه خلال الاسبوع الحالي، كما وعد رئيس الحكومة نوري المالكي"، مشيراً الى أن تضافر جملة من العوامل حال دون ذلك أبرزها عدم حسم ملف عودة الوزراء المنسحبين إلى الحكومة واستمرار المفاوضات الجارية بين الحكومة وبين جبهة"التوافق". وأضاف البياتي"أن بعض الأحداث الأمنية التي تعصف بالبلاد أجّل البحث في القضايا السياسية بهدف الالتفات إلى الملف الأمني، إذ أن التفجيرين اللذين شهدتهما العاصمة الجمعة وأوقعا عشرات القتلى وحشد الجهد السياسي والامني لتنفيذ عملية عسكرية حاسمة في مدينة الموصل، أسهما في تأجيل البحث في خلافات الكتل السياسية". وقال القيادي في"جبهة التوافق"ظافر العاني إن"جولة المفاوضات التي عقدتها الجبهة مع الحكومة تركزت على ثلاثة محاور هي حجم الصلاحيات الممنوحة لأعضاء مجلس الرئاسة ومشروع العفو العام عن المعتقلين والملف الأمني وكيفية إدارته". وأضاف العاني في تصريح إلى"الحياة"أن"المالكي اقترح أثناء المفاوضات تقليص عدد الوزارات الى 17 وزارة أو أكثر بقليل في التشكيلة الجديدة للحكومة"، مشيراً الى أن"التوافق"تتفق مع توجه المالكي وشددنا على عدم الحاجة إلى وجود 11 وزارة دولة. ولوحت"القائمة العراقية"بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي بإمكان انضمامها الى تحالف سداسي يضم القوى الرئيسة في الساحة السياسية، فيما جددت الكتلة الصدرية تمسكها بالبقاء خارج الحكومة. وقال الناطق باسم"القائمة العراقية"عزت الشابندر إنها"ترغب في الدخول في تحالفات مع كل الكتل السياسية الفاعلة على الساحة بهدف الخروج من المأزق السياسي الحالي". وأضاف في تصريح إلى"الحياة"أن"هناك نية في تشكل تحالف سداسي يشمل أحزاب الدعوة والمجلس الاعلى والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني والحزب الاسلامي، اضافة الى القائمة العراقية". ولفت الى أن احتمال اتخاذنا قراراً بالانضمام إلى التكتل يعتمد على شموله الأطراف السياسية الرئيسة في البلاد، لافتاً الى أن مشاورات بدأت منذ فترة لتوسيع التحالفين"الرباعي"و"الثلاثي". وأعرب النائب عن الكتلة الصدرية صالح العكيلي في حديث الى"الحياة"عن عدم رغبتها في العودة إلى حكومة المالكي، مشيراً الى أن"تمسك الكتلة بالبقاء خارج الحكومة يأتي التزاماً بقرار السيد مقتدى الصدر". وفي غضون ذلك، تأخر وصول وفد كردي برئاسة رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني الى بغداد للبحث في الخلافات العالقة مع الحكومة المركزية، ما ينذر بتعطل إقرار مشاريع قوانين داخل البرلمان أهمها الموازنة الاتحادية لعام 2008 وقانون النفط والغاز. وقال القيادي في"الكردستاني"محمود عثمان إن"مشاورات كان مقرراً عقدها خلال الاسبوع الماضي بين حكومة الاقليم والحكومة المركزية في خصوص عدد من الملفات العالقة بين الجانبين"لم تعقد،"ما من شأنه تأخير عمل مجلس النواب الذي علّق عمله منذ الاسبوع الماضي حتى حل الخلافات بين الجانبين". وفيما يستأنف مجلس النواب جلساته اليوم لاقرار الموازنة الاتحادية استبعد عدد من الاعضاء امكان التصويت على مشروع الموازنة بسبب استمرار الخلافات، فيما هدد الاكراد باستخدام الرئيس جلال طالباني الفيتو ضد الموازنة في حال عدم تلبية مطالبهم فيها، ولا سيما تخصيص نسبة 17 في المئة من واردات الدولة لاقليم كردستان.