تنشغل الاوساط السياسية والبرلمانية العراقية في تشكيل حكومة جديدة مصغرة بدت صعبة التحقق، في ضوء الخلافات المستحكمة، فيما أكد تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تلقيه عرضا جديدا من المالكي للعودة. الى ذلك تزيد الخلافات بين الحكومة المركزية واقليم كردستان الازمة السياسية تعقيداً، فيما يعكف رئيس الجهمورية جلال طالباني على تفعيل الاتفاقية"العراقية - الروسية"خلال زيارته لموسكو في الايام القليلة المقبلة. وقال القيادي في كتلة"الائتلاف"الشيعي قاسم داود، زعيم كتلة التضامن في البرلمان ل"الحياة"ان"هناك اجماعاً بين كبار القادة السياسيين في الحكومة والبرلمان على ضرورة ترميم الحكومة وفق مواصفات جديدة ابرزها تقليص الوزارات الحالية الى النصف". واضاف داود ان"ما يؤخر اعلان التشكيلة الجديدة هو رغبة الفرقاء السياسيين في عودة الاطراف المنسحبة اليها. والتوجه نحو حكومة تكنوقراط بعيدة عن المحاصصة السياسية بمعنى اقناع الاطراف السياسية بالجلوس الى طاولة واحدة تحت عنوان تأييد الحكومة لطرح هذه الفكرة". الا ان قياديين في"الائتلاف"قالو ان تقليص الوزارات يتطلب توافقاً سياسياً وغطاء دستورياً". واستمرت امس المفاوضات بين الحكومة وجبهة"التوافق"السنية فيما كشفت عضو الكتلة الصدرية في البرلمان لقاء آل ياسين ان"المالكي قدم عرضاً للهيئة السياسية للتيار للعودة الى السلطة التنفيذية وما زالت الهيئة تدرس وتناقش العرض وخلال اليومين المقبلين سيتم الرد". الى ذلك اعربت القائمة"العراقية"التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي امس عن عدم رغبتها في العودة الى الحكومة. وجاء هذا الموقف عقب اجتماع مع"التوافق"لتنسيق المواقف. على صعيد آخر علمت"الحياة"ان محادثات مكثفة تعقدها الحكومة مع وفد اقليم كردستان لتسوية الخلافات التي تحول دون اقرارعدد من القوانين، ابرزها الموازنة الاتحادية لعام 2008، والنزعات الاستقلالية للاكراد وتوقيع العقود النفطية بالاضافة الى تحديد المخصصات المالية لاقليم كردستان ضمن الموازنة. وقال القيادي في جبهة"التوافق"نور الدين الحيالي، عضو اللجنة المكلفة التفاوض مع الحكومة"اتفقنا على اتباع آلية جديدة في التفاوض تتلخص في تدوين الاتفاقات حتى لا يتم التراجع عنها. وقال النائب عن كتلة التحالف الكردستاني بايزيد حسن ان"وفد اقليم كردستان برئاسة وزير الثروات الطبيعية آشتي هورامي وبإشراف مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون الاقتصادية روبن جيفري"يعقد محادثات مكثفة منذ مطلع الاسبوع مع ممثلين عن الحكومة حول العقود النفطية التي ابرمتها حكومة الاقليم مع شركات نفط اجنبية"، مشيراً الى ان"الوفد ابلغ القيادة الكردية ان الأجواء ايجابية وان اتفاقاً وشيكاً سيتم التوصل اليه". من جهة أخرى يستعد الرئيس جلال طالباني لزيارة روسيا خلال الايام القليلة المقبلة تلبية لدعوة تلقاها قبل اسبوعين لتفعيل اللجنة الثنائية"العراقية - الروسية". وقال مصدر مقرب من طالباني ل"الحياة"ان"الرئيس سيبحث خلال الزيارة في توقيع اتفاقات جديدة بين البلدين لا سيما في المجالات النفطية وتجديد الاتفاقية العراقية - الروسية الموقعة سنة 1972".