أعلن الرئيس نيكولا ساركوزي عزمه على "إعادة التفاوض في كل العقود العسكرية التي وقعتها فرنسا في أفريقيا"، مكرساً بذلك ما سبق أن أشار إليه في مقابلة نشرتها صحيفة"ذي ستار"، في مستهل زيارته لجنوب أفريقيا. ورأى ساركوزي ان فرنسا"ليست مضطرة للعب دور الشرطي في أفريقيا"، معتبراً ان"هذا دور الاتحاد الافريقي والمنظمات الاقليمية. لذا قررت اعادة النظر في إطار الوجود العسكري في أفريقيا وأهدافه". وأكد الرئيس الفرنسي، في مؤتمر صحافي مع نظيره الجنوب افريقي ثابو مبيكي في كيب تاون أمس، ان"جميع رؤساء الدول المعنية ابلغوا بالأمر"، معتبرا انه"يجب ان تكون فرنسا حاضرة في شكل مختلف في أفريقيا". وأشاد مبيكي بهذا الاعلان باعتباره"يشكل جزءاً من عملية ازالة الاستعمار في أفريقيا"، فيما رجح مصدر ديبلوماسي ان يلي هذه الخطوة إلغاء بعض القواعد العسكرية الفرنسية في القارة، مثل قاعدة أبيدجان حيث يتمركز 900 جندي من الكتيبة 43 لمشاة البحرية في شكل دائم. وينتشر نحو 9 آلاف جندي فرنسي في السنغال وساحل العاج والغابون وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجيبوتي. من جهة أخرى، أعلن ساركوزي انه تناول مطوّلاً الملف النووي الإيراني مع نظيره الجنوب افريقي، وقال:"نحتاج مساهمة جنوب أفريقيا التي سترأس مجلس الأمن الشهر المقبل، للحصول على إجماع من اجل التصويت على قرار ثالث لتشديد العقوبات على ايران"، بهدف منعها من تطوير السلاح النووي و"تجنيبها السيناريو الأسوأ". وقال مبيكي انه يعتبر ان لإيران الحق في تطوير الطاقة النووية المدنية كأي بلد آخر، مؤكداً معارضة بلاده تطوير طهران سلاحاً نووياً. لكنه امتنع عن توضيح موقفه من تشديد العقوبات. وكشف الرئيس الفرنسي ان نظيره الجنوب أفريقي نقل اليه رسالة من الرئيس السوداني عمر البشير، يطلب فيها توجه بعثة جنوب أفريقية - فرنسية الى الخرطوم لمناقشة الوضع في دارفور. وأبدى ساركوزي موافقته على إرسال موفدين فرنسيين مع بعثة من جنوب أفريقيا الى السودان لهذا الغرض. وقبل وصوله الى جنوب أفريقيا، أبلغ ساركوزي الوفد الصحافي الذي رافقه في زيارته نجامينا، انه سمع من الرئيس ادريس ديبي ان السلاح في تشاد يمر عبر السودان. ورافقت ساركوزي في زيارته زوجته الجديدة كارلا بروني التي كانت محط أنظار الإعلام. وتناولا العشاء مع العسكريين الفرنسيين في تشاد، فيما رافق الصحافيون الرئيس في زيارته القاعدة العسكرية الفرنسية وقاعدة"يوفور"الأوروبية هناك. ولدى وصولهما الى جنوب أفريقيا، اصطحب ساركوزي زوجته في زيارة للرئيس السابق نيلسون مانديلا. الى ذلك، وجّه ساركوزي نداء مؤثراً الى القوات المسلحة الثورية في كولومبيا، لإطلاق الرهينة الكولومبية - الفرنسية انغريد بيتانكور، قائلاً انها"في خطر كبير، وسباق مع الموت". وأضاف انه أجرى اتصالاً بابنتها ميلاني، وهو في طريقه من تشاد الى جنوب أفريقيا. وجدّد مناشدته الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز إنقاذ بيتانكور.