رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس بمبادرة قدمها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح للمصالحة بين حركتي"فتح"و"حماس"، فيما تحفظت الأخيرة عن بند في المبادرة يدعو إلى إعادة الاوضاع في غزة إلى طبيعتها، مشددة على رفضها أي شروط للحوار. وأعلن عباس في بيان أصدره مكتبه في رام الله أنه"تلقى بالترحيب مبادرة الرئيس اليمني ... وأكد أنها تعكس حرصاً على وحدة الموقف الفلسطيني، وانهاء حال الانفصال والانقسام التي لا تخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية". وفي صنعاء، أكد مسؤول في الخارجية اليمنية فضل عدم كشف اسمه أن"حماس ما زالت حتى الآن متحفظة، خصوصاً إزاء البند المتعلق بعودة الأمور إلى وضعها الطبيعي في غزة". وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم إن"حماس على جاهزية تامة لأن تناقش أي جهد يتضمن عودة حركتي فتح وحماس للحوار ولكن من دون شروط مسبقة، إضافة إلى بحث جميع القضايا في شكل مفتوح على طاولة الحوار على أن توضع الملفات كافة رزمة واحدة". وبحسب وكالة الانباء اليمنية سبأ، فإن صالح سلم عباس في زيارته الاخيرة لليمن في 13 الجاري"مبادرة يمنية تستهدف الخروج من الوضع الفلسطيني الراهن وفتح باب الحوار بين حركتي فتح وحماس". وأوضحت أن"المبادرة اشتملت على سبع نقاط تستهدف العودة بالأوضاع في غزة الى ما كانت عليه"قبل سيطرة"حماس"على القطاع في منتصف حزيران يونيو الماضي، و"إجراء انتخابات مبكرة واستئناف الحوار على قاعدة اتفاق القاهرة 2005 واتفاق مكة 2007، على أساس أن الشعب الفلسطيني كل لا يتجزأ، وأن السلطة الفلسطينية تتكون من سلطة الرئاسة المنتخبة والبرلمان المنتخب والسلطة التنفيذية ممثلة بحكومة وحدة وطنية، وكذا الالتزام بالشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها". وتنص المبادرة"على احترام الدستور والقانون الفلسطيني والالتزام به من قبل الجميع وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بحيث تتبع السلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية ولا علاقة لأي فصيل بها، كما تكون المؤسسات الفلسطينية بكل تكويناتها من دون تمييز فصائلي وتخضع للسلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية". وأكد بيان الرئيس الفلسطيني"التجاوب الكامل مع هذه المبادرة الصادقة والاخوية". وقال رئيس كتلة حركة"فتح"البرلمانية عزام الاحمد إن الرئيس اليمني"بلور مبادرته بعد زيارة الرئيس عباس إلى اليمن وبعد ان درس الوضع الفلسطيني بعمق واستمع إلى اراء الاطراف الفلسطينية، خصوصاً فتح وحماس". وأضاف أن هذه المبادرة"تستحق التقدير والقبول الفوري من دون تردد حتى نستطيع أن نخرج أنفسنا من المازق الذي تم وضعنا فيه بعد الانقلاب"، في إشارة الى سيطرة"حماس"بالقوة على غزة. وتابع أنها"تنسجم مع قرارات الجامعة العربية التي جرى تأكيدها ثلاث مرات بضرورة إعادة الأمور إلى ما كانت عليه وانطلاق الحوار الوطني الشامل وأن يتم الالتزام بالقانون الأساسي الفلسطيني". وأشار إلى أنه"في ظل الحوار يتفق على التفاصيل وتتم إزالة الغموض بين الأطراف. وسينتهي الحوار بانتخابات تشريعية ورئاسية".