اعلنت الرئاسة الفلسطينية أمس عن فشل المبادرة اليمنية للمصالحة بين الاطراف الفلسطينية بسبب رفض حركة (حماس) الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية في صنعاء. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابوردينه في بيان رسمي ان "حركة (حماس) رفضت المبادرة اليمنية للمصالحة الفلسطينية". واوضح ان (حماس) رفضت الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني على اساس المبادرة اليمنية التي اعلن عنها الرئيس علي عبدالله" صالح. وحمل ابو ردينه حركة المقاومة الإسلامية مسؤولية "تضييع هذه الفرصة للحوار وعودة وحدة الشعب الفلسطيني" معربا عن "شكر وتقدير الشعب الفلسطيني والرئيس محمود عباس للجهود اليمنية وجهود الرئيس صالح". وفي صنعاء أعلن أمس انه تم تأجيل توقيع الموافقة على المبادرة اليمنية إلى يوم غد السبت. والتقى الرئيس علي عبدالله صالح كلاً على حدة أمس وفد حركة (فتح) برئاسة صالح رأفت ووفد حركة (حماس) برئاسة موسى أبو مرزوق. ثم التقى الوفدين مع بعض ، بعد ذلك التقى ممثلي الحركتين كلاً على حدة مرة اخرى. وحسب مصادر رسمية يمنية فان اللقاء تطرق إلى الخطوات اللاحقة والاتفاق على مواعيد للبدء بالحوار المباشر والجدول الزمني لتحقيق ذلك. وعلى الرغم من ان مصادر يمنية ابدت تفاؤلا في امكانية نجاح اللقاء. واعتبرت قبول (حماس) للمبادرة اليمنية بكل بنودها بدون شروط بما فيها البند الأول الذي يتناول عودة الأوضاع إلى ما قبل 13يونيو 2007م مؤشراً ايجابياً، الا ان مراقبين اعتبروا لقاءات صالح مع ممثلي الوفدين لأكثر من مرة دليل على الفجوة الكبيرة التي تحيط لقاءاتهما في صنعاء. وكان صالح رأفت رئيس وفد منظمة التحرير الفلسطينية اكد على الحوار وقبول الرئيس ابو مازن واللجنة التنفيذية للمنظمة وكافة فصائلها للمبادرة اليمنية كما هي، معبراً عن الاستعداد للبدء بحوار وطني شامل تشارك فيه كل القوى الفلسطينية التي شاركت في حوارات القاهرة ورام الله وغزة وتوجت بوثيقة الوفاق الوطني. وشدد رأفت على أهمية ان تعلن (حماس) رسمياً قبولها بالمبادرة اليمنية كما هي ودون اية شروط تمهيداً لوضع آليات التنفيذ مؤكداً ان المنظمة لا ترغب في حوار آخر لمدة سبع سنوات. وقال ان حكومة إسماعيل هنية أصبحت حكومة سابقة وليست مقالة وان البند الخامس من المبادرة اليمنية ينص على حكومة ائتلافية جديدة، محذراً من أي تصريحات إعلامية يمكن ان تفرغ المبادرة اليمنية من مضمونها. موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) رئيس وفدها إلى صنعاء قال ان المقترحات اليمنية باستئناف الحوار بين (فتح) و(حماس) وافقت عليها الحركة بدون شروط مسبقة ونعتبرها نقاطاً لجدول الأعمال للحوار المزمع عقده بقلوب مفتوحة. وأوضح أبو مرزوق ان (حماس) تقترح توجيه القيادة اليمنية لدعوة لقادة (حماس) والسلطة الوطنية أو (فتح) لزيارة صنعاء واختيار الرعاية المناسبة لهذا الحوار وجدول الاعمال. وتتضمن المبادرة اليمنية التي اطلقها الرئيس علي عبدالله صالح اواخر فبراير الماضي العودة بالأوضاع في غزة إلى ما كانت عليه قبل تاريخ 2007/6/13م وإجراء انتخابات مبكرة..واستئناف الحوار على قاعدة اتفاق القاهرة 2005م واتفاق مكة 2007م على أساس أن الشعب الفلسطيني كل لا يتجزأ وأن السلطة الفلسطينية تتكون من سلطة الرئاسة المنتخبة والبرلمان المنتخب والسلطة التنفيذية ممثلة بحكومة وحدة وطنية والالتزام بالشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها. من ناحية ثانية رحب القيادي في حركة فتح قدورة فارس بفتح اي حوار بين حركتي (فتح) و(حماس)، مؤكدا ان استعادة الوحدة الداخلية الفلسطينية اهم بكثير من العملية السلمية الجارية مع (اسرائيل). وقال فارس في اتصال مع "الرياض"، ان فتح الحوار يجب ان يكون فوريا وعلى قاعدة وثيقة الأسرى واتفاق القاهرة واتفاق مكةالمكرمة والمبادرة اليمنية. واضاف: وثيقة الاسرى تضمنت حلولاً واجابات مفصلة لمجمل القضايا المختلف عليها ولو تم الرجوع اليها من كلا الجانبين ( فتح وحماس)، لما كان هناك اي خلاف.