يخطط وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك لاتخاذ خطوة تمهد لاستئناف المفاوضات مع سورية عبر السماح لسكان هضبة الجولان السورية المحتلة بحمل هوية بلادهم، وهو حرص على نقل هذا الموقف إلى السلطات السورية عبر تركيا، على حد قول مصدر مطلع على تفاصيل الزيارة التي قام بها باراك إلى أنقرة أخيراً. وقال مسؤول سياسي في الجولان ل"الحياة"إنه علم برسالة باراك من جهات سورية، وأن مصادر رسمية في محافظة القنيطرة أشارت إلى أن السجلات المدنية الرسمية السورية تجهز حالياً لوائح بأسماء المواطنين الذين قد يشملهم القرار. وأضاف أن السوريين طلبوا إرسال قوائم لسجلات السكان، غير أنه لا يمكن توفيرها بسبب صعوبة الحصول عليها من وزارة الداخلية الإسرائيلية. لكنه أكد أن 400 طالب من الجولان يدرسون في سورية حصلوا قبل نحو أسبوع على بطاقات الهوية السورية، ليكونوا بذلك أول مجموعة من سكان الجولان تحمل هوية سورية منذ العام 1967. ورفض مسؤولون اسرائيليون التعليق على الموضوع، لكنهم أكدوا أن باراك ما زال معنياً بتحريك مسار المفاوضات مع سورية انطلاقاً من قناعته بأن السلام مع الفلسطينيين لن يتحقق في مستقبل قريب، فيما يمكن تحقيقه مع السوريين. واستقبل أهالي الجولان بتفاؤل الانباء عن إمكان حصولهم على هوية سورية. وقال الناشط السياسي والإعلامي في الجولان أيمن أبو جبل ل"الحياة"إن"نضال الجولانيين للحصول على هوية سورية متواصل منذ العام 1967". وأضاف:"لم نتلق تفاصيل وافية حول الموضوع، لكننا نرى في طلب المسؤولين السوريين تجهيز سجلات للسكان خطوة تدفع ملف الجولان في اتجاه مفاوضات السلام". ويشدد أبو جبل على أن"السماح لمواطني الجولان بحمل أو تسلم الهوية والرقم الوطني السوري ليس منة من أحد". وزاد أن"حكام اسرائيل يدركون أكثر من غيرهم أن إرادة الجولانيين أفشلت وكسرت الكثير من المشاريع والمخططات الإسرائيلية بدءاً بمشروع الكيان الطائفي في أوائل السبعينيات، ومروراً بتشريع قانون ضم الجولان ومحاولة فرض الجنسية الإسرائيلية على أبنائه وسلخهم عن انتمائهم وامتدادهم الوطني والقومي، ثم في محاولات الأسرلة والدمج التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في شكل بطيء ضد أبناء الجولان وقضيتهم الوطنية". والمعروف أن سكان الجولان تعرضوا لمضايقات بسبب رفضهم الهوية الإسرائيلية، وهم يحملون فقط بطاقات إقامة لا تمكنهم من السفر إلا عبر الأردن ومصر بعد الحصول على"تصريح عبور". ويتواصل الجولانيون مع أقاربهم وذويهم من سورية في عمان والقاهرة.