أكد السفير الكويتي لدى لبنان عبد العال القناعي لرئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة "ان الكويت باقية على العهد الى جانب الأشقاء في لبنان بدورها المعهود للمساعدة على الخروج من الأزمة اللبنانية"، ووصف التهديد الذي تعرضت له السفارة بأنه"تهديد للبنان كله وللجهود العربية في مواجهة الوضع المتأزم، ولكن نحن جميعاً كدول عربية مصممون على مساعدة لبنان للخروج من أزمته الحالية". وكان القناعي زار بعد اقل من 24 ساعة على وصوله الى لبنان الرئيس السنيورة يرافقه القائم بأعمال السفارة طارق خالد الحمد. وبعد الاجتماع، قال السفير القناعي:"تبادلت مع الرئيس السنيورة عرض الأوضاع السياسية المحيطة بلبنان، وأطلعني على نتائج جولته في أوروبا، وكانت مناسبة أعرب فيها عن وقوفه الى جانب الكويت واستنكاره الشديد وإدانته للتهديد الذي تلقته السفارة قبل يومين". وأشار الى أن التحقيقات في مسألة التهديد"جارية، وهناك تسريبات عن بعض المعلومات، ولكن في الحقيقة لم تصل التحقيقات الى نتيجة نهائية، ولكن أنا متأكد من أن الأخوة في الأمن العام وفي فرع المعلومات يقومون بتحليل ومتابعة الاتصالات". وذكرت"الوكالة الوطنية للإعلام"الرسمية أن الرئيس السنيورة أبلغ السفير القناعي"أن السفارة الكويتية والموظفين الكويتيين في لبنان كانوا ولا يزالون في منزلة الاخوة والأشقاء بالنسبة الى اللبنانيين الذين يحمونهم بأهدابهم". وفي خطوة تضامنية مع السفارة، زار وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ، بعد ظهر أمس، يرافقه الأمين العام للوزارة السفير بسام نعماني ومدير الشؤون المالية والإدارية السفير ميشال بيطار حرم السفارة الكويتية في بئر حسن, واستقبله السفير القناعي والحمد. وقال صلوخ بعد الزيارة:"جددنا استنكارنا وإدانتنا للتهديد الذي تلقته السفارة الكويتية أخيراً, واعتبرنا ان ذلك لا يشكل تهديداً للسفارة فحسب بل للبنان وللأمن والاستقرار فيه, لأنه عمل إرهابي نرفضه ويرفضه كل لبنان, كما شددنا على متانة العلاقات الثنائية الأخوية, وركزنا على ضرورة تعزيزها بما يخدم البلدين الشقيقين, وأكدنا اهتمامنا بأمن السفارة حيث تقوم القوى الأمنية بواجباتها كاملة في حماية السفارة وكل البعثات العاملة في لبنان". وتواصلت لليوم الثالث على التوالي المواقف المستنكرة للتهديد الذي طاول السفارة الكويتية والحملة على المملكة العربية السعودية وسفيرها لدى لبنان عبدالعزيز خوجة، ودان مفتي صور ومنطقتها القاضي الشيخ محمد صلاح دالي بلطة"عمليات الترهيب والتهديد التي تتعرض لها البعثات الديبلوماسية في بيروت". وقال في تصريح:"ان ما تتعرض له البعثات الديبلوماسية في بيروت الهدف منها تفريغ العاصمة من الحضور الديبلوماسي العربي والأجنبي والإساءة الى علاقات لبنان مع أشقائه وأصدقائه". وأجرى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار اتصالاً هاتفياً بالسفير القناعي والحمد مستنكراً التهديد بالاعتداء على السفارة. وقال المفتي الشعار:"هذا التهديد وما سبقه من تهديدات مماثلة لسفير المملكة العربية السعودية في لبنان عبدالعزيز خوجة، تهديد للدولة اللبنانية برمتها". وأعرب عن قلقه من"أن تكون هذه التهديدات الآثمة في إطار محاولات العودة الى تهجير السفارات والبعثات الديبلوماسية، تمهيداً لتحقيق غايات خبيثة مبيتة ضد لبنان والعرب، خصوصاً أن كلاً من السعودية والكويت لم تقدما للبنان إلا كل خير والوقوف الى جانب شعبه وعلى مسافة واحدة من كل الأطراف من دون تحيز أو تمييز". واستنكر النائب مروان فارس الحزب السوري القومي الاجتماعي، في اتصال هاتفي بالسفارة الكويتية، التهديدات التي تعرضت لها، وقال:"ان الحزب يدين بشدة الاعتداء على دولة صديقة للبنان قدمت له باستمرار وبشكل خاص بعد الاعتداء الإسرائيلي في تموز يوليو 2006، كل المساعدات التي يحتاجها في إطار العلاقات الأخوية بين البلدين". كما اتصل النائب فارس بالسفير السعودي عبدالعزيز خوجة، مؤكداً أهمية الدور العربي الذي تلعبه المملكة لمساعدة لبنان بغية الخروج من أزماته المتلاحقة. ونبه النائب السابق محمد عبدالحميد بيضون من"ان لبنان بعملية تهجير السفارات والديبلوماسيين يشهد فصولاً جديدة، هدفها تحويل لبنان من جمهورية الى مجموعة من الكانتونات يوضع كل منها تحت حماية أو وصاية قوة خارجية. وبالنتيجة فإن اللبنانيين يعرفون ان الذين يعطلون المؤسسات ويهدمون النظام الديموقراطي يأخذون البلد والمنطقة الى حروب لا تنتهي وكلها على حساب لبنان ولمصلحة إسرائيل". ودانت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت في بيان"العبث بأمن لبنان واستقراره"، واستنكرت"ما وجه من تهديد لسفارة دولة الكويت في لبنان والتعرض للملكة العربية السعودية ولسفيرها في لبنان"، ورأت فيهما"عملاً يصب في ترهيب الأخوة العرب أصدقاء العروبة الحقة". واتصل رئيس الجمعية أمين الداعوق بخوجة والقناعي، مستنكراً"التهديد والتعرض للدور الذي يقومان به في لبنان".