توالت اتصالات السياسيين اللبنانيين من كل الاتجاهات، والمراجع الروحية بالسفيرين السعودي لدى لبنان عبدالعزيز خوجة الموجود في المملكة العربية السعودية، والإماراتي محمد سلطان سيف السويدي، مستنكرة التهديدات التي تلقياها عن إمكان استهدافهما امنياً او استهداف مقري بعثتيهما الديبلوماسية. وأجرى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني اتصالاً بالسفير خوجة دان فيه التهديدات التي تلقاها، ونوه بدوره وجهوده وبمساعي المملكة العربية السعودية لمساعدة اللبنانيين. كما اتصل بالسفير السويدي للغاية نفسها. وأمل"بتجاوز لبنان قريباً كل العقبات بمساعي إخوانه العرب الذين يحرصون عليه حرصهم على بلدانهم". واتصل رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بالسفير خوجة متضامناً معه، وقال:"من المؤسف والمستنكر أن يستهدف السفير السعودي في لبنان بتهديدات لا نجد لها ما يبررها سوى محاولة تعطيل المساعي الحميدة التي يقوم بها، وفق السياسة الثابتة للمملكة العربية السعودية، لتقريب وجهات النظر بين الاطراف اللبنانيين، وصولاً الى حل يتوافق عليه أبناء هذا الوطن ويحقق الإنقاذ المنشود". كرامي:مساعي العرب ضرورية وأعرب رئيس الحكومة السابق عمر كرامي عن"استنكاره الشديد لما ذكر عن تعرض السفير خوجة للتهديد"، مقدراً"دوره وتحركه المخلص في سبيل الوصول الى حل للمشكلات السياسية الكبيرة التي يتخبط بها لبنان". وأكد كرامي"ضرورة استمرار المساعي الداخلية ومساعي الاخوة العرب للوصول الى تهدئة الاوضاع السياسية، وقيام حكومة وحدة وطنية وانتخاب رئيس للجمهورية بحسب الاصول الدستورية التي تؤكد وجوب إكمال نصاب ثلثي عدد نواب المجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية". وأجرت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض اتصالاً هاتفياً بالسفير خوجة، وأبدت استنكارها الشديد لما تعرض له بشخصه ومصالح بلده، من حملات شتائم وتهديد. وقالت:"هذه الحملات برهان واضح على دور المملكة الداعم للشعب اللبناني في الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله، اذ ان الذين تعرضوا للتهديد والقتل هم الذين حافظوا على سيادة هذا البلد واستقلاله واسهموا في إعادة بنائه". الوزير المستقيل صلوخ واتصل وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ بالسفير خوجة، مستنكراً التهديدات، كما استنكر صلوخ"اي تهديد لأي ديبلوماسي في لبنان". وثمَّن صلوخ غالياً الدور الايجابي الرصين التي تقوم به المملكة عبر السفير خوجة لتوفير الحل للأزمة اللبنانية. وفي الاستنكارات، اعتبر نائب بيروت محمد الامين عيتاني في تصريح"التهديدات الموجهة ضد السفيرين السعودي والاماراتي استهدافاً للجهود الوفاقية والتوفيقية الرامية الى تأمين الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري". ورأى عضو كتلة"المستقبل"النيابية مصطفى هاشم في التهديدات"محاولة يائسة وبائسة من أيادي الغدر وأنظمة القتل، لإرهاب المملكة وثنيها عن متابعة جهودها ومساعيها الخيرة لإعادة لم الشمل اللبناني وإيجاد مخرج للأزمة الحالية". وقال نقيب الصحافة محمد البعلبكي:"ان تهديد اي سفير عربي يلحق الضرر لا بشخصه ولا بالدولة التي يمثلها في لبنان، بل يلحق الضرر بلبنان دولة يفترض ان يحترم أهلها علاقاته مع شقيقاته العربية وأشخاص الديبلوماسيين الذين يمثلونها عندنا. فكيف إذا كان الامر يتعلق بالمملكة العربية السعودية التي لا تألو جهداً في مساعدة اللبنانيين جميعاً على تخطي أزماتهم السياسية والمادية من غير منة، وكيف اذا كان الأمر ايضاً يتعلق بسفير المملكة عبدالعزيز خوجة الذي نذر نفسه وكل مساعيه لمد يد العون الى اللبنانيين جميعاً من لإيجاد مخرج مشرف لأزمتهم السياسية". واستنكر"المؤتمر الشعبي اللبناني"التهديدات الى السفيرين ورأى فيها"محاولة يائسة لوقف المساعي العربية الداعمة لوحدة لبنان واستقراره مقابل مساع دولية ترتبط مباشرة بإدارة"الفوضى الخلاقة"الأميركية.