تواصلت في لبنان حملات التضامن مع المملكة العربية السعودية وسفيرها عبدالعزيز خوجة، ودولة الإمارات العربية المتحدة وسفيرها محمد سلطان السويدي، مدينة التهديدات التي تعرض لها السفيران خوجة والسويدي. وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى عن قلقه اثر التهديدات التي تلقاها خوجة والسويدي في بيروت، مشيراً الى ان هذه التهديدات"لا يمكن قبولها ولا فهمها". وقال للصحافيين:"هذه مسألة مقلقة للغاية". واضاف ان"السفير السعودي في لبنان يقوم بعمل جيد جداً ويسعى لدى مختلف الاطراف لما فيه مصلحة لبنان واستقراره". وسأل:"لماذا توجيه مثل هذه التهديدات؟". وقال:"نحن نتضامن مع السفيرين ضد أي اجراءات أو نيات من هذا القبيل". وتلقى السويدي أمس اتصالات من رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة ومفتي الجمهورية محمد رشيد قباني والوزيرين غازي العريضي ونائلة معوض والنائب بهية الحريري والنائبان السابقان نسيب لحود وتمام سلام، وعدد كبير من الوزراء والنواب والديبلوماسيين العرب والأجانب. وأكد السويدي أن بلاده"لا أعداء لها ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، ومستمرة في عمل الخير ومد يد العون الى الأشقاء في كل مكان لا سيما في لبنان". ودان بري"التهديدات التي تلقاها السويدي"، منوها بپ"دور الإمارات في دعم لبنان". فيما شكر السنيورة للإمارات دورها"الرائد في مساعدة لبنان في كل المجالات"، مثنياً على"وقوفها الدائم الى جانب لبنان". وأكد قباني"أن التهديدات الإرهابية التي تلقاها السفيران خوجة والسويدي ما هي إلا لعرقلة الجهود الخيرة التي يقومان بها لمساعدة اللبنانيين في التوصل إلى حلول مناسبة". وقال سلام في تصريح بعد اتصاله بخوجة والسويدي:"كانت مناسبة أعربت فيها للسفيرين عن مدى تعلق اللبنانيين بدورهما المميز بدعم لبنان، ومساندته في مواجهة أزماته السياسية والاقتصادية، ان كان على صعيدهما الشخصي من موقعهما الديبلوماسي أو على صعيد ما يمثلان من دولتين عربيتين عزيزتين قدمتا للبنان واللبنانيين، وفي مناسبات مختلفة، كل الدعم السخي وغير المشروط، والأخوي الصادق والكريم، ما خفف جراح اللبنانيين وبلسمها وساعد لبنان على مواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها، ومن أبرزها الاستهدافات الإجرامية والإرهابية التي طاولت العديد من قادته وأبنائه الأبرياء قتلاً وتفجيراً واغتيالاً". وأكد النائب السابق بهاء الدين عيتاني في تصريح"ان التهديد الذي تعرض له السفير خوجة، لا ينال من شخصه ولا من موقع المملكة ومنزلتها ولا من دورها الأخوي تجاه لبنان وسعيها الدؤوب لحل الأزمة اللبنانية الراهنة، إنما هو موجه ضد لبنان ومصلحته والحل الذي تسعى إليه المملكة". وكان مجلس الوزراء أثار الأمر في جلسته التي انتهت في وقت متأخر ليل أول من أمس، متوقفاً عند التهديدات التي وجهت الى عدد من السفراء العرب والى عدد من الإعلاميين عبر بعض مواقع الإنترنت. ودان"هذا الأمر الذي يشكل نوعاً من الإرهاب النفسي والمعنوي وينعكس سلباً على الأوضاع العامة في البلاد لا سيما أن عمليات إرهابية وقعت وأودت بحياة كبار القادة ورموز ونخب لبنانية في مجالات مختلفة ونجا منها آخرون ولا تزال احتمالات تجددها تقلق اللبنانيين". وأشاد المجلس بپ"الجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة العربية السعودية بتوجيهات وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقيادته وبالدور الذي يلعبه سفيره في بيروت معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة والذي هو موضع تقدير من غالبية اللبنانيين وهو الذي اثبت انفتاحه على جميع القوى والحرص على وحدة لبنان واستقراره وأمنه وسلامه واقتصاده، ولم يفوت فرصة إلا وحاول فيها تقريب وجهات النظر ترجمة لتعليمات قيادته التي لا تبحث عن مصالح خاصة في لبنان ولا تتطلع إلا إلى الوفاق بين اللبنانيين، وهذا ما كانت عليه سياسة المملكة العربية السعودية دائماً". وجدد مجلس الوزراء، باسم كل اللبنانيين، امتنانه وشكره وتقديره لكل ما قدمته المملكة العربية السعودية لهم في كل المراحل، مؤكداً"أن كل محاولات الإساءة الى المملكة ودورها ومحاولات ترهيب سفيرها أو غيره من السفراء أو أي فريق من أبناء البلد لم تنجح ولم تؤثر في مسيرة العلاقات اللبنانية - السعودية بل ستزيدها قوة ومنعة، وكما واجه لبنان وصمد في وجه العمليات الإرهابية السابقة بدعم من المملكة ودول صديقة وشقيقة فهو سيتمكن من تجاوز التهديدات الحالية ومحاولات خلق مناخات من القلق والفتنة، والرهان الدائم هو على وعي اللبنانيين ومصالحهم وتأكيدهم لمصلحة بلدهم وتقديمها على اي امر آخر". ورفض مجلس الوزراء"أسلوب ترهيب الإعلاميين وأصحاب الأقلام الحرة من أي جهة أتت"وأهاب بالقيادات السياسية كلها الانتباه الى هذه المسألة والعمل على حماية الكلمة الحرة ورموزها في أي موقع كانوا. وأوضح الوزير العريضي رداً على أسئلة الصحافيين بعد الجلسة عن الإجراءات التي ستتخذها الحكومة:"كل الإجراءات تتخذ بالتنسيق مع السفارات وأجهزتها الأمنية أو المسؤولين الأمنيين فيها وثمة تكثيف لإجراءات إضافية بما تملك الدولة من إمكانات والمعلومات التي قدمت من اللواء أشرف ريفي والعميد جورج خوري حول توقيف أشخاص معنيين يمتلكون معلومات مهمة جداً ساعدت الجيش في نهر البارد وساعدت الجيش وقوى الأمن في اتقاء خطر قيام مجموعات بأعمال معينة في مناطق مختلفة، وأيضاً هذه الأمور ترصد بدقة وتستكمل من خلال الأجهزة الأمنية المشتركة". وأكد أن"كل الإمكانات المتاحة للأجهزة الأمنية مستنفرة وموضوعة في هذا الاتجاه خصوصاً بعد التهديدات النوعية الجديدة، فالتهديدات كانت قائمة ومعروف أن هناك إجراءات أمنية متخذة لحماية الشخصيات السياسية".