مع بدء حملة الانتخابات الاشتراعية المقررة في التاسع من آذار مارس المقبل، أعلن وزير الداخلية الإسباني الفريدو بيريث روبالكابا"حال تأهب امنية قصوى تحسباً لهجمات إرهابية"، وتوقع ان تحاول منظمة"ايتا"الباسكية شن هجمات دموية قبل الانتخابات. وعلى رغم ان الحملة الانتخابية تبدأ رسمياً اليوم، فإن الأحزاب السياسية الرئيسية، لم توقف حملتها منذ الفوز غير المتوقع للاشتراكيين في انتخابات آذار 2004، وجاء هذا الفوز بعد ثلاثة ايام من تفجيرات قطارات مدريد. ومثلما استغل الاشتراكيون حرب العراق لمصلحتهم آنذاك وجاء الاعتداء من الإرهاب الدولي ليقلب موازين القوى ويدفع الشعب للتصويت لهم، فانهم يتخوفون من اعتداء تقوم به"ايتا"، خصوصاً ان معظم استطلاعات الرأي تظهر فارقاً ضئيلاً في شعبيتي"الحزب الاشتراكي"الحاكم و"الشعبي"اليميني المعارض. وكانت حكومة رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو أصرت على التفاوض مع"ايتا"أملاً في التوصل الى سلام، على رغم اعتراض بعض"صقور"الحزب الاشتراكي وانتقادهم لطريقة الحوار، وتحذير الحزب الشعبي من مغبة ذلك واتهامه الاشتراكيين بالتنازل امام الارهابيين، مذكراً بما آلت اليه جولات الحوار السابقة من فشل. ولم تنجح الحكومة الاشتراكية خلال اربع سنوات في الحكم في كسب ثقة المجتمع لزيادة شعبيتها، في حين فشل الحزب الشعبي في استعادة صدقيته التي خسرها بسبب مشاركة حكومته السابقة برئاسة خوسيه ماريا اثنار في حرب العراق. ويجمع المراقبون على ان الاشتراكيين اخطأوا في ممارسات كثيرة وتجاهلوا تحذيرات من الانفتاح على"ايتا"، قبل ان يتراجعوا ويعودوا الى منع ذراعها السياسية من خوض الانتخابات باعتبارها حزب"ارهابي". ويتهم الاشتراكيون بأنهم مارسوا"المعارضة ضد المعارضة"بدل ان يحكموا ويبرهنوا للشعب انهم قادرون على ذلك، في حين تبدو المعارضة مخطئة باتهامهم بسوء الحكم، والانجرار الى موجة شتائم واتهامات متبادلة. وارتكب رئيس الوزراء هفوة أخيراً، اذ قال خلف ميكروفون مفتوح اعتقد انه مغلقاً على هامش مقابلة تلفزيونية، ان"توتير الأجواء هو لمصلحتنا".