كان عام 2007 صعباً على رأس الدولة الاسبانية الملك خوان كارلوس وعلى السياسيين. اما الشعب فبات بعد مرور نحو اربع سنوات على الحكم الاشتراكي، مقتنعاً بأن مجتمعه يفتقر الى طبقة سياسية جيدة والى سياسيين من طبقة جيدة... هذا هو الموجود حالياً. رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو، اكد بعد آخر جلسة انه سيحل مجلس النواب في الرابع عشر من الشهر المقبل وأن الانتخابات ستحصل، كما كان مقرراً، في التاسع من آذار مارس 2008. وعلى رغم ان الحملة الانتخابية اقلعت منذ شهور، لكن مراجعة الحسابات بدأت الآن. ماذا حققت المعارضة وماذا انجزت الحكومة التي ما وصلت الى الحكم لولا حصول تفجيرات مدريد قبل ثلاثة ايام من الانتخابات وإعطاء انطباع بأن سببها كان سياسة رئيس الوزراء اليميني السابق خوسيه ماريا اثنار الداعمة للولايات المتحدة في حربها على العراق؟ منذ هزيمة الحزب الشعبي اليميني إثر تحالف الاشتراكيين مع القوميين واليساريين والجمهوريين، استمر رئيسه ماريانو راخوي، في معارضته بثبات قرارات حكومة كسبت صوت الشعب لا ثقته، وفقدت صدقية لم يتمكن هو من كسبها. ولئلا يكرر الناخبون فعلتهم، حاول راخوي اظهار اخطاء الحكومة خصوصاً في التسرع في اتخاذ خطوات، انتقامية او غير مدروسة، والمغامرة في السياسة وارتجال قرارات مهمة والعودة عنها واتباع سياسات خلقت تفرقة بين اقاليم اسبانيا واعتماد فتاوى وآراء تسببت بحالات صدامية أثرت في ديبلوماسية البلاد الهشة وسياستها الخارجية التي لم تتمكن من الاقلاع بسبب عدم رضى الاميركيين عن سلوك ثاباتيرو. أثر ذلك سلباً في امكان مساهمة اسبانيا في حل قضايا كان لها دور فيها. وعلى رغم ان المعارضة كانت متشددة ومتطرفة، لكن عناد وعدم خبرة الحكومة الاشتراكية كان لهما اثر سلبي فيها اقوى من سلبية تطرف المعارضة، على حزبها، علماً ان راخوي لا يتمتع بجاذبية تساعده في كسب الشعبية، وثاباتيرو يحكم، فيما تشير استطلاعات الرأي الى شبه تعادل بينهما. من اخطاء الحكومة انها نكأت جروح الحرب الاهلية، وفتحت حواراً مع"ايتا"التي كانت تحتضر. لم يستمع ثاباتيرو الى تحذير المعارضة وعدد من رفاقه بأن المنظمة تناور لتستعيد قواها، ولم يقتنع فحاول وفشل. حصل تساهل مع بعض"القتلة"ومحيط المنظمة الباسكية الذي بات ملاحقاً من جديد. اقرت دساتير خاصة لبعض الاقاليم فحصل جدل وطالبت اقاليم اخرى بالمساواة، في حين رفضت الاكثرية المؤمنة بإسبانيا الموحدة بأقاليم مستقلة ذاتياً باعتبار ذلك عملاً انفصالياً. وتسامحت حكومته مع الجمهوريين الذين يحرقون في احتفالاتهم صور الملك، ما اثار غيظ التقليديين الاسبان من اليمين واليسار. السياسة الخارجية، غاب قرارها عن اماكن عدة باستثناء تقديم المساعدات وإرسال قوات عسكرية في"مهمات انسانية". فسفير المغرب ما زال في بلاده بعد"استدعائه للاستشارة"عقب ازمة فشلت حكومته في حلها. في هذه الاجواء، تتحضر الحكومة المعارضة للانتخابات المقبلة.