يواجه اقتصاد الصين تهديداً ثلاثياً يتمثل في ضعف النمو العالمي وفرط النمو الاقتصادي الداخلي المحتمل، والتأثير الكارثي للطقس القاسي في الآونة الأخيرة. وعلى رغم ذلك توقع محللون ومنظمات اقتصادية أن يسجل الاقتصاد نمواً مرتفعاً هذه السنة. وتكافح الصين رياحاً اقتصادية معاكسة في العالم منذ بداية السنة، إذ يشهد الاقتصاد العالمي تباطؤاً نتيجة أزمة الرهن العقاري في الولاياتالمتحدة، وتسجل أسواق المال العالمية تقلبات، وتشهد أسعار الغذاء والطاقة ارتفاعاً كبيراً. وفي الداخل، اجتاحت الصين أسوأ عواصف ثلجية لم تشهدها منذ نصف قرن، بينما كانت تكافح لمنع فرط النمو الاقتصادي الداخلي وتحجيم التضخم. وتسبب الطقس في خسائر لا تقل عن 111.1 بليون يوان 15.43 بليون دولار، وتدمير شديد للمزارع والمنازل والغابات وشبكات الطاقة. ولتزداد الأوضاع سوءاً، ارتفعت أسعار المستهلك، وسجل مؤشر سعر الاستهلاك زيادة من 6.5 فى المئة فى كانون الأول ديسمبر الى 7.1 فى المئة في كانون الثاني يناير، وهو أسرع تحرك في اكثر من 11 عاماً في أسعار الغذاء الموضوع المطروح هو كيف تحافظ الصين على نمو مطرد هذه السنة، يعالجه المؤتمر السنوي الوطني للبلاد المقرر الشهر المقبل، ويُتوقع أن يضع إجراءات لتحقيق الازدهار. وكان رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس ? كان، خلال زيارته للصين الأسبوع الماضي، توقع 10 في المئة نمواً في الاقتصاد الصيني، على رغم تأثير الناتج من أزمة الرهن العقاري. في حين خفض البنك الدولي توقعه للنمو من 10.8 فى المئة إلى 9.6 فى المئة، ولفت الى أن الاقتصاد"سيتباطأ هذه السنة"، لكنه"سيحتفظ بنموه المرتفع"، مرجحاً أن تتمكن الصين من"مقاومة التأثير السلبي للنمو العالمي الضعيف". وأكد المتحدث باسم لجنة التنمية والإصلاح الوطني لي بو مين، أن الصين"باتت أقوى في الاعوام الثلاثين الماضية من الانفتاح، ولم تتضرر أسسها الاقتصادية نتيجة العواصف الثلجية في المنطقة الجنوبية". وذكر رئيس المكتب الوطني للإحصاءات شيع فو تشان، ان الولاياتالمتحدةوالصين"تعدان محركين رئيسيين فى الاقتصاد العالمي"، لذا سيكون لتباطؤ الاقتصاد الأميركي"تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي. وتوقع الاقتصادي في مركز الدولة للمعلومات جيان بينغ، أن يحقق النمو نحو 10.5 فى المئة هذه السنة، واعتبر أن تأثير الطقس"سيكون عابراً ومحدوداً، وربما يساعد على تهدئة الاقتصاد". أما المحلل الاقتصادي في لجنة إصلاح التنمية الوطنية وانغ جيان، فلفت الى أن الصين واجهت خطر"الكساد، وفترة من التضخم مصحوباً بركود اقتصادي" واعتبر كبير الاقتصاديين في شركة"تشاينا انترناشيونال كابيتال"ها غى مينغ، كبير الاقتصاديين فى شركة تشاينا انترناشونال كابيتال المحدودة، استمرار نمو الاقتصاد سريعاً في السنوات الثماني الى العشر المقبلة، لكن ذلك"سيتزامن مع تقلبات، يُرجح أن تحصل هذه السنة والسنة المقبلة.