اشتبك الجيش السوداني مع متمردي دارفور في منطقة جبل مون أمس خلال هجوم حكومي لاستعادة هذه المنطقة من المتمردين. وعبّرت الأممالمتحدة عن قلقها إزاء أمن مدنيي دارفور الذين التمسوا اللجوء الى المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون قرب الحدود التشادية بعدما استعادت الحكومة ثلاث بلدات كبيرة بالقرب من الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، في الثامن من شباط فبراير الجاري والتقارير اللاحقة عن قصف جوي مطلع هذا الأسبوع. وقال شيخ الدين ماهين المسؤول في"حركة العدل والمساواة"، إحدى حركات التمرد في دارفور، إن"الاشتباكات مستمرة منذ الصباح". وأضاف:"هناك طائرات تقصف... هليكوبتر وانتونوف". ورأى شاهد من"رويترز"طائرات هليكوبتر تابعة للجيش تقلع وتهبط في مطار الجنينة. وقال ناطق باسم الجيش السوداني إن الجيش بدأ عملية"تطهير"للمنطقة بأسرها. وأضاف ل"رويترز":"توجد عناصر من المعارضة التشادية وأخرى من الحكومة التشادية تدعم متمردي دارفور في المنطقة الذين يهاجمون المدنيين". وتتبادل تشاد والسودان الاتهامات بدعم المتمردين في دارفور ومنطقة شرق تشاد المجاورة. وأحبط الرئيس ادريس ديبي هجوماً للمتمردين على نجامينا في وقت سابق من الشهر الجاري اتهم الخرطوم بتنظيمه. وقالت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين إنها أجلت في شكل موقت ستة أو سبعة أطقم من الجانب التشادي للحدود حيث تجمع ما بين سبعة آلاف و12 ألفاً من لاجئي دارفور منذ هجوم الثامن من شباط. وقالت جينيفر باجونيس وهي ناطقة باسم الوكالة في جنيف عن المنطقة الواقعة شرق تشاد:"ليس لدينا تأكيد أو تفاصيل أخرى عن القصف المزعوم لكن القصف يمكن سماعه من بيراك". وقالت إن اللاجئين وصلوا يحملون امرأة فقدت ساقيها في قصف معسكر أرو شورو قرب جبل مون يوم الاثنين. وتوفيت السيدة لاحقاً. وأعرب مسؤول الاممالمتحدة للشؤون الانسانية جون هولمز عن قلقه في شأن آلاف المدنيين الذين يلتمسون اللجوء داخل جبل مون في اعقاب قصف معسكر أرو شورو الخالي تقريباً. وقال في بيان"إني قلق جداً على السكان المدنيين المحاصرين وسط هذا العنف. إذا وقعت هجمات اخرى فالعواقب بالنسبة لنحو 20 الف مدني في هذه المنطقة يمكن ان تكون كارثية". وقال إن ما مجمله 160 الف مدني في المنطقة يمكن أن يواجهوا عواقب وخيمة جراء العنف. وقال سكان إن الميليشيا المتحالفة مع الحكومة وغارات القصف قتلت 114 شخصاً في هجوم الثامن من شباط. ونفى الجيش أي صلة له بالميليشيا وقال إن كثيرين ممن قتلوا كانوا متمردين في ثياب مدنية. وقال شاهد من"رويترز"إنه رأى كثيراً من المسلحين يركبون الخيول والجمال ويرتدون ملابس عسكرية شمال الجنينة. كما شوهدت دبابة سودانية كتبت عليها كلمة"موت"على الطريق المتجه شمالاً. وفي بكين، قال رئيس وزراء الصين وين جيا باو إن بلاده تسعى إلى احلال السلام في اقليم دارفور. وقال في محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إنه يأمل في أن يتمكن اقليم دارفور من"تحقيق السلام والاستقرار والتنمية قريباً".