توشك الأوضاع العسكرية على الحدود السودانية - التشادية على الانفجار، عقب اتهام الجيش السوداني أمس قوات جارته الغربية بقصف مناطق حدودية، ما أوقع عشرات الضحايا من المدنيين، وتهديده برد مماثل. وقالت مصادر مستقلة في غرب دارفور ل"الحياة"امس ان الحدود السودانية التشادية 1300 كلم تشهد توترا وحشودا عسكرية ضخمة من الطرفين. كما توجد على جانبي الحدود قوات من متمردي دارفور الذين يساندون النظام التشادي، والمعارضة التشادية الموالية للخرطوم. وتعتقد اوساط قريبة الى الحكم في الخرطوم بأن تهديد الرئيس ادريس ديبي، قبل يومين، بملاحقة معارضيه داخل الاراضي السودانية، واتهامه نظيره السوداني عمر البشير بالتخطيط لزعزعة الاستقرار في تشاد، جاء بعد حصوله على أسلحة متطورة وضوء أخضر من حلفائه الاوروبيين، في اشارة الى فرنسا التي دعمته في حربه على متمرديه. وترى مصادر رسمية سودانية ان نجامينا تسعى الى جر السودان إلى صراع إقليمي تتدخل بموجبه فرنسا إلى جانب تشاد، بحسب اتفاق الدفاع المشترك بين البلدين. واوضحت هذه المصادر أن القوات الفرنسية جهزت قوة بكامل عتادها، اضافة الى طائرات حربية، للمساعدة والتدخل في حال اندلاع القتال بين البلدين. ويتوقع ان تعقد الاوضاع المتفجرة بين السودان وتشاد ازمة دارفور، خصوصا ان الطرفين يستخدمان المعارضة فى الإيذاء المتبادل مما يعرقل مساعي التسوية السياسية. وقال الناطق باسم الجيش السوداني العميد عثمان الاغبش ان الجيش سيضطر الى الرد بالمثل على"العدوان التشادي المتكرر على مناطق غرب دارفور، والذي اودى بحياة العشرات من المدنيين". واعتبر المسلك التشادي في انتهاك الأجواء السودانية ودعمها الحركات المتمردة في اقليم دارفور عملا غير مبرر. وقال الاغبش ان ثلاث طائرات تشادية قصفت فجر الاحد منطقة وادي راتع في ضواحي مدينة مستري 28 كلم جنوب غربي الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، موضحا ان القصف الحق اضرارا بالغة فى المنطقة، واوقع قتلى وجرحى بينهم اطفال، مشيراً الى تكرار هذه الاعمال التي رافقتها"حملة اعلامية على لسان الرئاسة التشادية". وأكد ان"القوات المسلحة السودانية، في هذا المقام، لا تملك الا ان تعمل على المعاملة بالمثل". واوضح حاكم ولاية غرب دارفور بالوكالة السنوسي بشر ان تجدد الغارات التشادية على ولايته أسفرعن مقتل مواطن واصابة 12 آخرين، بينهم أطفال، ونفوق عدد كبير من المواشي في محافظتي هبيلة والجنينة ومنطقة مستري، مشيرا الى أن سلاح الجو التشادي أغار في نهاية الشهر الماضي على مدينة هبيلة مخلفا 9 جرحى إصابة 3 منهم خطرة. وقال رئيس البعثة المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة رودولف ادادا انه يتابع بقلق بالغ التوتر المتصاعد بين السودان وتشاد، الأمر الذي يمكن أن يؤثر سلبا على المنطقة التي تعاني عدم الاستقرار، لافتا الى ان اعدادا كبيرة من النازحين واللاجئين سيكونون اولى ضحايا اي تصعيد جديد، كما سيكون لذلك تأثير سلبي على نشر قوة اممية افريقية مشتركة فى دارفور، مطالبا الطرفين بضبط النفس، والعودة الى الحوار والوفاء بالتزاماتهما بحسب الاتفاقات القائمة بينهما.