توجه القبارصة اليونانيون الى صناديق الاقتراع امس، للمشاركة في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التي شهدت منافسة حادة، وقد تكون حاسمة في تحديد مستقبل هذه الجزيرة المقسومة منذ 34 سنة. ودلت استطلاعات الرأي على ان هذه الانتخابات الأكثر حدة بسبب التقارب الشديد في شعبية المرشحين الرئيسيين الثلاثة، اذ اعطت الاستطلاعات كلاً منهم نحو ثلاثين في المئة مع تقدم طفيف للرئيس الحالي تاسوس بابادوبولوس. وقال بابادوبولوس بعد ادلائه بصوته في نيقوسيا مع زوجته فوتيني، ان"قبرص باتت اليوم اقوى مما كانت عليه في السابق ومستقبلها بين ايديكم، وآمل بمساعدة الشعب في التوصل الى الحل الذي نريده ونستحقه". وقال مرشح حزب"اكيل"الشيوعي ديميتريس كريستوفياس ان"هدفنا هو اعادة توحيد هذا الشعب الفخور بنفسه والمكون من القبارصة اليونان والأتراك، وضمان احترام حقوق الإنسان والحريات والعمل معاً على بناء وطن سعيد". اما مرشح حزب"ديسي"اليميني يوانيس كاسوليدس فقال لدى ادلائه بصوته:"نصوت اليوم للمرة الأولى ونحن جزء من الاتحاد الأوروبي. نريد ان يكون بلدنا حديثاً، تصان فيه كرامة المواطنين، ونريد وضع حد لاحتلال الجزيرة"من قبل القوات التركية. وكانت قبرص نالت استقلالها عن بريطانيا عام 1960، ودعي 516 الف قبرصي يوناني الى المشاركة في اختيار رئيس لهم اضافة الى 390 قبرصياًتركياً يعيشون في القسم الجنوبي من الجزيرة يشاركون للمرة الأولى في الانتخابات الرئاسية. ابرز المرشحين بابادوبولوس 74 سنة من اليمين الوسط يقدم نفسه على انه المدافع العنيد والصلب عن القضية القبرصية في مواجهة تركيا، وكان اول الداعين الى التصويت بالرفض على خطة كوفي انان لحل الأزمة القبرصية عام 2004. كريستوفياس 61 سنة يقدم على انه"رجل الشعب"والقادر في الوقت نفسه على التوصل الى حل للازمة القبرصية من خلال اتصالاته الوثيقة مع السياسيين القبارصة الاتراك. اما كاسوليدس 59 سنة النائب الأوروبي فيأخذ على بابادوبولوس وضع قبرص في عزلة بسبب مواقفه المتشددة، ويقدم نفسه على انه مرشح الشبان القادر على حل المسألة القبرصية معلناً استعداده لمقابلة المسؤولين القبارصة الأتراك على الفور في حال انتخابه رئيساً. وقال الاستاذ في جامعة قبرص الأوروبية بامبوس بابايورغيو ان"المنافسة شديدة جداً بين المرشحين البارزين الثلاثة". والمعركة امس، بين المرشحين اللذين يفوزان بأعلى نسبتين من الأصوات. وكانت قبرص انقسمت الى قسمين عام 1974 اثر اجتياح القوات التركية لشطرها الشمالي، وانضمت في العام 2004 الى الاتحاد الأوروبي، في حين ان"جمهورية شمال قبرص التركية"لا تزال كياناً لا تعترف به سوى تركيا. وبما ان نسبة النمو في قبرص بلغت 4.4 في المئة عام 2007 والبطالة شبه معدومة، تركزت الحملة الانتخابية في شكل شبه كامل على المسألة القبرصية. وكان القبارصة اليونان رفضوا عام 2004 في استفتاء بنسبة بلغت نحو 75 في المئة خطة الامين العام للامم المتحدة في تلك الفترة كوفي انان لحل المسألة القبرصة، في حين وافق عليها القبارصة الاتراك بنسبة مشابهة. ومن بين المرشحين الثلاثة الرئيسيين، وحده كاسوليدس صوت الى جانب خطة انان. وأكدت الأممالمتحدة انها لن تقدم اي مبادرة جديدة تاركة الأمر لطرفي النزاع. وفي نهاية الحملة الانتخابية شدد بابادوبولوس على اهمية الا يشعر القبارصة ابداً بالندم لرفضهم خطة انان عام 2004. وأخذ كريستوفياس على بابادوبولوس انه تعمد افشال خطة انان عندما لم يحدد منذ البداية الخطوط الحمر التي لا يسمح بتجاوزها في اتفاق انان.