تصدر تاسوس بابادوبولس مرشح اليمين الوسط الى الانتخابات الرئاسية القبرصية، نتائج الدورة الاولى للاقتراع، في مواجهة منافسه غلافكوس كليريديس الرئيس المنتهية ولايته، ما القى ظلالاً من الشك على التزام القبارصة اليونانيين في المستقبل القريب الخطة التي اقترحتها الاممالمتحدة لتوحيد الجزيرة، بعدما كان القبارصة الاتراك قابلوا الخطة باعتراضات واقتراحات تعديل. تصدر تاسوس بابادوبولس مرشح حزب ذيكو لليمين الوسط الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية القبرصية التي جرت امس، بحصوله على 49 في المئة على الاقل من اصوات الناخبين. وأوضحت نتائج استطلاعات آراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع ان بابادوبولوس 69 عاماً وهو محام وسياسي مخضرم مدعوم من حزب اكيل الشيوعي، اكبر احزاب المعارضة، حصل على ما بين 49 في المئة و51 في المئة من الاصوات. ويتعين حصول المرشح للرئاسة على اكثر من خمسين في المئة على الاقل من الاصوات للفوز بالانتخابات من الدورة الاولى، وإلا فإن المرشحين البارزين يخوضان جولة ثانية في 23 الشهر الجاري. ومعلوم ان التصويت الزامي في قبرص حيث تفرض غرامة على من يتغيب عن الاقتراع. وتنافس على اصوات الناخبين المقدرين بنحو 476 الفاً عشرة مرشحين، من بينهم الرئيس المنتهية ولايته غلافكوس كليريدس 83 عاماً المعروف بحنكته والذي تولى التفاوض مع الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش، مستفيداً من صداقة تجمع بينهما منذ زمن طويل. ورجحت الاستطلاعات ان يأتي المدعي العام اليكوس ماركيديس 60 عاماً الذي كان الذراع اليمنى لكليريديس والذي يخوض الانتخابات كمرشح مستقل، في المرتبة الثالثة. وإضافة الى كليريدس وبابادوبولوس وماركيدس، يوجد بين المرشحين الآخرين الى الانتخابات الرئاسية محام ومزارع وأحد المدافعين عن حرية الحب خارج الزواج ورسام كاريكاتوري ورجل اعمال. خطة التوحيد وتأتي عمليات الاقتراع قبل بضعة ايام من الموعد الذي حددته الاممالمتحدة للتوصل الى اتفاق سلام يعيد توحيد الجزيرة المقسمة وهو 28 الشهر الجاري. غير ان مراقبين في انقرة توقعوا ان يؤدي فوز بابادوبولوس الى تبديد الآمال في اتفاق بين الجاليتين القبرصية واليونانية بحلول ذلك الموعد، باعتبار انه لم يخفِ مطالبته بتعديلات في خطة الحل الدولي، بخلاف كليريديس الذي كان متحمساً لها. وكانت شعبية الرئيس المنتهية ولايته شهدت ارتفاعاً خلال الايام القليلة الماضية، لا سيما اثر الاعلان عن وصول الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى نيقوسيا في الاسبوع الاخير من الشهر الجاري في محاولة للتوصل الى تسوية قبل 28 منه. وأعلن كليريديس خلال ادلائه بصوته امس، ان الانتخابات في الدول الديموقراطية منظمة والمواطنين ينتخبون بحسب قناعاتهم. وفي المقابل، اكد بابادوبولوس انه يريد "ارسال رسالة الى القبارصة الاتراك اقول لهم فيها ألا يصغوا للمغرضين الذين يؤكدون انني من دعاة عدم المساواة والانقسام". وأكد: "ارغب في قيادة جزيرة موحدة في اطار اوروبا، وأنا على استعداد للتفاوض على خطة افضل قابلة للتطبيق والاستمرار". وكانت الاممالمتحدة حددت يوم 28 الجاري، موعداً اقصى للتوصل الى اتفاق بين الطرفين القبرصي اليوناني والقبرصي التركي على خطة اعادة التوحيد التي طرحها انان بهدف السماح لقبرص موحدة بتوقيع معاهدة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في قمة الاتحاد في اثينا خلال نيسان ابريل المقبل. لكن بابادوبولوس كان ابدى معارضته لما تحويه خطة الاممالمتحدة من مساواة بين الجاليتين، اضافة الى ملاحظات اخرى على مسائل اعادة توطين المهجرين، ما يتطلب في نظره تعديلات جذرية في الاقتراحات الدولية. ويشير الى ان قبرص مقسمة الى قطاعين منذ تدخل الجيش التركي في شطرها الشمالي عام 1974، رداً على انقلاب عسكري قام به القوميون اليونانيون في الجزيرة بهدف ضمها الى اليونان. وأعلن الاتحاد الاوروبي انه سيوافق على انضمام الشطر اليوناني اليه اذا فشلت مفاوضات اعادة التوحيد. وتعد الجزيرة نحو 900 الف نسمة بينهم 703 آلاف قبرصي يوناني يعيش 625 الفاً منهم في الجزء الجنوبي من الجزيرة، بحسب احصاء اجري في 2001. ويعيش 88 الف قبرصي تركي في الشطر الشمالي، اضافة الى 110 آلاف مستوطن تركي قدموا من الاناضول بعد 1974. ويقيم بعض القبارصة اليونانيين في الشطر التركي وبعض القبارصة الاتراك في الشطر اليوناني.