كثير من الجامعات الأميركية المهمة يتجه الى منطقة الخليج لإنشاء فروع وشراكات، في ما بات يسمى ب"الجامعة العالمية". وكثير من هذه الجامعات قرر عولمة طلابه وتلقينهم ثقافة وتدريباً للعيش في عهد العولمة، بعد هجمات11 أيلول سبتمبر 2001. ووصلت الظاهرة الى جامعة ييل، احدى أهم الجامعات النخبوية في العالم والتي خرجّت رؤساء وقادة أميركيين، في ما يعكس رغبة بالتخفيف من نزعة الانطوائية والانعزالية الأميركية. وذلك عبر تشديد أواصر التدويل وعبر تشبيع قادة المستقبل بنسيج المواطنية العالمية. لذلك يأخذ رئيس الجامعة ريتشارد ليفن، على عاتقه تحديات تحويل البيئة الجامعية في نيوهايفز الى شبه مختبر وغرفة عمليات لقيادة وامتحان التوجهات الضرورية للعالم، من التغيير المناخي الى"الاستراتيجية الكبرى". وفي اطار إصرار ييل على خلع انطباع انطوائيتها وإنزالها من البرج العاجي النخبوي الأميركي بصفتها جامعة متميزة بتفوقها، اتخذت قيادتها على عاتقها مهمة"تسويق"جهوزيتها للترحيب بالطلاب"الدوليين"من المنطقة العربية، ما داموا من الألمع والأذكى. هارفارد، وبرنستون، وكولومبيا جامعات رائدة سبقت ييل في ترغيب العرب بالدراسة فيها، وفي إنشاء برامج ودراسات اسلامية وعربية متميزة. فيما ركزت ييل على الصين أكثر من غيرها، لكنها خرّجت عدداً من المتفوقين العرب تجمعوا في اطار"اتحاد خريجي ييل العرب"، وبدأوا حملة ترغيب للطلاب في مختلف الدول العربية للالتحاق بهذه الجامعة. ويشير رئيس ييل ريتشارد ليفن، في لقاء مع"الحياة"، الى أن جامعته تبحث في احتمالات ان يكون لها"وجود مهم في أبوظبي، نتدارسه منذ عام تقريباً"، ما يعني"وجوداً تعليمياً ذا أهمية"وواسع النطاق. ويقول ليفن ان اعتناقه"التدويل"بدأ"باعترافي بأن النظام التعليمي الأميركي كان ركّز على تعليم وتثقيف الأميركيين كأميركيين، والآن يجب تطويره لتثقيفهم كمواطنين عالميين". وهذا يطبق على كل قضايا الحياة، من الأمراض الى الأمن، وهو ما يجعل من الشراكة في"الجامعة العالمية"أمراً ضرورياً لجميع طلاب العالم اينما كانوا. ويضيف أن ييل تبحث عن"قادة المستقبل من كل أنحاء العالم"، ولذلك انشأت برنامجا لحشد قادة المستقبل في مختبر التفكير معاً"لنتعلم كيف نفكر بوضوح"و"دولياً"، و"بشراكة". وتسعى الجامعة لإنشاء المكتبة الالكترونية العربية والشرق الأوسطية"اميل"لتطوير بنية تحتية لدمج قواعد البيانات المعلوماتية، ولها شراكة مع مكتبة الاسكندرية ومطبعة جامعة اوكسفورد ودور نشر في العالم. وتسعى المكتبة الالكترونية التي تبنيها ييل لأن تصبح"حلقة وصل بين المكتبات في العالم العربي"، بحسب الأمين العام للمكتبة العربية والاسلامية في ييل سيمون صموئيل. اليزابيث بودين المسؤولة عن"اميل"تقول إن"المستودع"الالكتروني الذي يتم انشاؤه يوفر للعلماء والأساتذة والباحثين شيئاً جديداً غير ما اعتادوا توقعه من العالم العربي"نوفر لهم معلومات أكاديمية ايجابية من الشرق الأوسط وليس معلومات حول أسعار الأراضي في دبي أو حول إرهاب آتٍ من المنطقة".