تفاعلت الخطب التي ألقيت في الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري وفي تشييع ابرز قياديي المقاومة الاسلامية الجناح العسكري لپ"حزب الله" عماد مغنية في مواقف سجلت امس، لسياسيين من الاكثرية والمعارضة. ورأى رئيس الحكومة السابق عمر كرامي بعد زيارته الوزير السابق سليمان فرنجية"ان الانقسام في لبنان انقسام جدي. ومع الأسف، بدلاً من ان يعالج بالطريقة التي تعيد الوحدة الوطنية الى لبنان سمعنا هذا الخطاب السياسي المتشنج والموتور وهذا يؤدي الى مزيد من التفرقة". واعتبر ان"المثالثة وحدها مرفوضة طبعاً، ولكن المثالثة المرتبطة بالسلة المطلبية مقبولة". وعن كلام رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط عن ان المعارضة وسورية"بدأتا تنهشان بعضهما بعضاً"، قال:"أصبحت سورية عند البعض"شماعة". وهذا ليس الا نوع من الفتنة والاتهامات الباطلة واصحاب الشأن أي"حزب الله"وأمينه العام والبيانات التي صدرت عن الحزب كانت واضحة بتوجيه الاتهام الى اسرائيل والموساد". وشدد على"ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو شهيد كل لبنان، وكلنا نكن له كل محبة وكل احترام لكل ما فعل ولكل الانجازات التي حققها. ولذلك نحن كنا ننظر دائماً الى المشاركة في هذه الذكرى لأنه لا يجب تقويمها سياسياً بل يجب تقويمها وطنياً لأن الحريري للجميع". واكد ان"المبادرة العربية لا تزال حية ونحن لا نزال متمسكين بها لأنها على الأقل سبيل للحوار بين الاطراف كافة، والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى سيعود قريباً ويقال ان هناك ايجابيات خصوصاً في ما يتعلق بالمثالثة ونحن سنظل نتمسك بالأمل". وأعلن وزير الاتصالات مروان حمادة ان"الاسبوع المقبل سيشهد الاصرار والاستعجال على انتخاب ميشال سليمان رئيساً، اضافة الى تحريك العمل الحكومي وإخراج المجلس النيابي من الموت الطويل الذي اراده البعض حتى ربيع عام 2009". وتوقف عند الحشود التي شاركت في احياء ذكرى اغتيال الحريري وقال:"تعتبر قوى 14 آذار ان هناك التزاماً فرض عليها في الأمس هو ما تطالب به القوى الجماهيرية اللبنانية بغالبيتها الساحقة واثبتت في الامس انها لا تزال الغالبية الشعبية بالاضافة الى الغالبية النيابية والوزارية، لتحقيق الاهداف التي وضعتها ثورة الارز اي استكمال تحرير لبنان من اي وصاية أجنبية وقيام المؤسسات الدستورية وتطبيق الطائف تطبيقاً صحيحاً وانتخاب رئيس للجمهورية واحترام المرجعيات الروحية وتحصين الجيش الوطني". واذا كان العماد سليمان يقبل بأن ينتخب من جانب واحد، قال حمادة:"يبقى العماد سليمان مرشحنا ونعتبر انه لا يزال ايضاً مرشح الآخرين الا اذا قالوا جهارة بعكس ذلك، ونحن على استعداد لانتخابه بالنصف زائداً واحداً آملين ان نؤمن له اكثر من النصف زائداً واحداً اي اكثر من 68 نائباً وان ينضم الينا عدد من النواب الذين سئموا السياسات التعطيلية، لم نبحث مع العماد سليمان في هذا الموضوع، فهو قائد للجيش ولا نريد ان نسيس ترشيحه ونريد ان يبقى المرشح التوافقي ولن نحشره". وعن كلام السيد حسن نصر الله أول من أمس، أوضح ان"الطلاق مع"حزب الله"هو تحديداً في موضوع فتح الجبهة وقرار الحرب والسلم بيد حزب واحد وهذا مرفوض. وهناك طلاق ايضاً بتغيير نمط الحكم اللبناني ولن نعيد هذا الحكم الى عهد وصاية استخبارية كما هم يعيشون. ولو يدرون بما حصل لأحد قادتهم التاريخيين في دمشق تحت حكم الوصاية الاستخبارية. ونسأل هل بيع كما بيع سابقاً اوجلان وكارلوس وأبو نضال وغيره من قبل هذه الانظمة التي لا ترى لا في الارض ولا في الاصدقاء ولا في الحلفاء شيئاً انما بقاء نظامها فوق كل اعتبار؟". ووصف رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"سمير جعجع التجمع في ذكرى الحريري بپ"اليوم التاريخي"، واكد"ان لا حياة من دون مؤسسات الدولة وتحديداً في المرحلة الراهنة". وعن كلام نصر الله عن الحرب المفتوحة مع اسرئيل، اكد جعجع"ان لا أحد منا ولا من اي فريق آخر له الأحقية في إلزام كل الشعب اللبناني في مواجهة معينة باعتبار ان الجهة الوحيدة المخوّلة اتخاذ مثل هذا القرار هي مجموعات مؤسسات الدولة ولا سيما الحكومة والمجلس النيابي بغض النظر عن صوابية القرار او عدمه". وعن انتخاب قوى 14 آذار رئيس الجمهورية، أعلن جعجع أن"في الوقت الحاضر نحن بانتظار نتائج المبادرة العربية وسنستمر في المساعي لإنجاحها وفي حال فشلت سنجتمع للبحث في"خط السير الآخر"الذي يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، وكل الاحتمالات واردة". وفضّل جعجع عدم استباق التحقيق في جريمة اغتيال مغنية"الايام المقبلة ستكون حازمة في هذا الاتجاه". وتمنى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة"لو التقت ذكرى استشهاد الرئيس الحريري مع مراسم تشييع القائد مغنية، فتجتمع الضاحية الشموس ببيروت الصامدة في حفل تتوحد فيه الساحات". اما المرجع السيد محمد حسين فضل الله، فقال في خطبة الجمعة، ان"الإدارة الأميركية وحلفاءها في الداخل لا يزالون يعملون لإثارة الدوامة التي تنقل الأزمة اللبنانية من موقع قلق إلى موقع أكثر قلقاً، لأنها ترفض أي مشاركة حقيقية قد توحي باستقرار الوضع لحساب استمرار المقاومة في حركتها ضد العدو". واعتبر ان"أميركا عملت على إنهاء حركة المبادرة العربية عندما أدخلتها في التعقيدات المحلية المتداخلة مع الخلافات العربية". وأكد عضو كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية حسين الحاج حسن"ان لبنان لن يكون الا لبنان المقاومة والجهاد والتضحية ولبنان الحرية والاستقلال والسيادة والذي لن يكون فيه مكان للوصاية والابواق الاميركية، ولبنان هذا الذي يحاول فيه البعض اشعال الفتن من خلال الدس الرخيص لن يستطيع احد ان يقسمه ويأخذه الى لبنان الاميركي". واستغرب عضو كتلة"التحرير والتنمية"النيابية علي خريس"استحضار المواقف المتشنجة التي لا تمت الى لبنان وشعبه بصلة في ذكرى الرئيس الحريري الذي كان يتحدث بلغة المحبة والجمع". وأكد"ان المعارضة مع الوحدة والعيش المشترك والحوار والتفاهم للخروج من الازمة". واعتبر النائب مصباح الاحدب"ان المواقف التي أطلقت في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس الحريري تنم عن ثلاثة أمور: تأكيد للشرعية الشعبية التي لطالما هناك تشكيك بها، وكان هناك وحدة صف لدى قوى 14 آذار، والأهم اليد الممدودة". ورأى"أن المطلوب اليوم ان يكون إنتخاب لرئيس الجمهورية، وان تكون هناك حكومة وحدة وطنية تضم كل الأطراف ومن ثم إعادة بناء لهذه الدولة التي تم تصديعها، نحن أثبتنا بأن القوة على الأرض يجب الا تحسب بالسلاح بل بالتمثيل الشعبي". ورأى النائب الياس عطا الله قوى 14 آذار ان إنتخاب رئيس للجمهورية"المطلب الذي يشكل الهم الأول للمبادرة العربية لم يعد قابلاً إلا للبحث عن الوسائل التي تنقله الى الواقع". وأكد أن"المبادرة العربية لا تزال الارضية الصالحة لاي تسوية"، موضحاً أن"المشكلة ليست في المبادرة إنما في السعي الواضح المكشوف لدى الفريق الثامن من آذار ومن يمثله بوضع شروط تعجيزية أخذت المبادرة العربية الى الفشل". واعتبر عضو كتلة"القوات اللبنانية"النيابية انطوان زهرا أن"قوى 14 آذار نجحت، في تجديد التفويض الشعبي، وأكد أن"ما بعد 14 شباط 2008 غير ما قبله لأن ثمة دينامية جديدة ومتصاعدة لا يمكن ايقافها"، كاشفاً أن"هذه المناسبة كانت ضرورية قبل الانتقال إلى الخطوات العملية اللاحقة، والتي تشكل الانتخابات الرئاسية الأولوية القصوى فيها". وأمل بأن يكون"خطاب السيد نصر الله المتوتر والخارج عن المألوف والعالي النبرة يتعلق حصراً بمناسبة تشييع مغنية، لأننا لن نقبل بأن يكون لبنان ساحة صراع مفتوحة وساحة تصفية حسابات"، وطالب حزب الوطنيين الاحرار"قوى 8 آذار بالاسراع في تلقف المبادرة العربية والخروج من الشارع الى المؤسسات وتشريع ابواب المجلس لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً". واذ دان اغتيال مغنية"وكل عمليات الاغتيال بصرف النظر عن منفذيها وضحاياها"، اهاب"بالجميع العمل لتحصين الوطن كي لا يظل ساحة مشرعة وأبناؤه وقوداً لمستغليها". شمعة في واشنطن وفي واشنطن أضاء السفير اللبناني انطوان شديد وأركان السفارة وحشد من أبناء الجالية اللبنانية الشموع أمام مبنى الممثلية اللبنانية ورفعوا العلم اللبناني في الذكرى الثالثة لاغتيال الحريري.