أعلن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أمس ان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد سيصل الى بغداد في الثاني من آذار مارس المقبل في زيارة ليومين، يجري خلالها محادثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي ومسؤولين آخرين، فيما قال وزير الخارجية هوشيار زيباري إن المحادثات الإيرانية - الأميركية التي كان متوقعاً أن تبدأ اليوم في العاصمة العراقية أرجأتها طهران في اللحظات الأخيرة. وأضاف زيباري، الذي أعلن خلال زيارة لموسكو هذا الأسبوع، أن المحادثات ستجري خلال أيام، وأنه كان يفترض بدؤها اليوم لكنها أرجئت. ووصف تأجيل طهران لهذه المحادثات بأنه"مؤسف". وقالت مسؤولة في السفارة الأميركية إن إيران"لا تريد اجراء هذا الحوار". والمحادثات الأمنية الأميركية - الإيرانية من المناسبات النادرة التي يتصل فيها مسؤولو البلدين بشكل مباشر. وقطعت العلاقات الديبلوماسية بين واشنطنوطهران منذ نحو 30 عاماً. وقال زيباري:"ابلغنا بالأمس أن الايرانيين يريدون تأجيل ذلك لبعض الوقت لسبب غير معلوم". وأعرب عن أمله في تحديد موعد جديد قريباً. وتابع:"كان لدينا موعد مؤكد من جانب الإيرانيين والأميركيين هو 15 شباط فبراير، وكنا في مرحلة التخطيط والتحضير والتنظيم. هذه هي المرة الرابعة التي نتفق فيها على موعد ولكنهم لا يحضرون". واجتمع مسؤولون أميركيون وإيرانيون ثلاث مرات العام الماضي للبحث عن أرضية مشتركة لاستقرار العراق. وكان أحدث اجتماع لهم في اطار هذه الآلية في آب اغسطس الماضي عندما أجرت لجنة أمنية محادثات، استغلتها واشنطن لحض طهران على وقف تدريب ميليشيات شيعية في العراق وتزويدها بالسلاح، خصوصاً قنابل"اي اف بي"التي تخترق المدرعات والمسؤولة عن مقتل مئات من القوات الأميركية. وتنفي طهران هذه الاتهامات وتلقي باللوم على الاحتلال الأميركي في إثارة أعمال العنف. وهناك نزاع بين ايران والولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي. وقالت ميرمبي نانتونجو الناطقة باسم السفارة الأميركية إن الحكومة العراقية أبلغت السفارة التأجيل. وأضافت:"كنا جاهزين منذ أسابيع. يسعدنا الجلوس لاجراء المحادثات، لكن يبدو أن الايرانيين ليسوا سعداء بها". وقال زيباري إن جميع الأطراف ترى أهمية هذه المحادثات. واضاف ان ايران"كانت تساعد في القضاء على العنف في العراق جزئياً عن طريق منع بعض الأسلحة من عبور الحدود. وكان لها دور مؤثر في كبح جماح أنشطة ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر". وزاد:"أعداد وكميات الأسلحة وتكنولوجيا"اي اف بي"التي تعبر الحدود قد انخفضت بحسب بيانات الأميركيين وتقارير مخابراتنا. كانوا مفيدين في هذين المجالين". وتابع:"لا يعني ذلك انهم لا يتدخلون. هذه حكومة حكومة بغداد صديقة لإيران، وسيكون موقفاً متناقضاً من جانبهم أن يدعموها من ناحية، وأن يدعموا الميليشيات أو الخارجين على القانون من ناحية أخرى". وخاضت إيرانوالعراق حرباً استمرت ثماني سنوات في ثمانينات القرن الماضي قتل فيها مئات الألوف، لكن العلاقات بينهما تحسنت منذ إطاحة الراحل صدام حسين عام 2003. ويتوقع أن يسافر الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى بغداد الشهر المقبل في زيارة ستكون الأولى لرئيس للجمهورية الإسلامية.