أعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي أمس ان الرئيس أحمدي نجاد سيتوجه الى العراق قبل 20 آذار مارس في اول زيارة لرئيس ايراني منذ الثورة الاسلامية في 1979. وقال خلال مؤتمر صحافي في طهران انه"تم وضع اللمسات الأخيرة على الزيارة وسيتوجه احمدي نجاد الى العراق قبل نهاية السنة"الفارسية التي تنتهي في 20 آذار. وأضاف متقي أن لدى طهران تحفظات عن الحوار مع أميركا حول العراق، فيما ننتظر إشارة من مصر لاستئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. وكان الرئيس العراقي جلال طالباني وجه دعوة رسمية الى نظيره الايراني لزيارة بغداد على ما أعلن في 23 كانون الثاني يناير نائب وزير الخارجية العراقي لبيد عباوي الذي أوضح حينذاك ان نجاد"قبل الدعوة وسيتم تحديد موعدها لاحقاً". وستكون هذه الزيارة الاولى لرئيس ايراني منذ قيام الجمهورية الاسلامية في ايران في 1979. وخاضت ايرانوالعراق حرباً بين 1980 و1988 أسفرت عن أكثر من مليون قتيل. وبعد اطاحة الرئيس صدام حسين في 2003 تحسنت العلاقات بين البلدين بعدما تسلمت الحكم في بغداد حكومة يسيطر عليها الشيعة الذين يشكلون غالبية في العراق كما هي الحال في ايران. وتحدث متقي أيضاً عن تحفظات ايرانية على المحادثات مع الولاياتالمتحدة حول العراق. وقال:"لدينا بعض التحفظات عن الجولة الجديدة من المحادثات". وأضاف:"نقلنا ملاحظاتنا الى الاميركيين وتلقينا اجوبتهم التي ندرسها"، من دون ان يذكر تفاصيل أخرى. وفي 13 كانون الاول ديسمبر 2007 حمل الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ايران مسؤولية ارجاء المحادثات التي كانت مقررة في 18 من الشهر ذاته. وقال:"كنا مستعدين تماماً لعقد هذا الاجتماع لكن الطرف الآخر كانت لديه مشاكل في البرنامج على ما يبدو". وصرح متقي بأن ايران تريد ان"تلتزم الولاياتالمتحدة احترام نتائج المفاوضات". والهدف من هذه اللقاءات هو درس السبل التي تساهم في خفض مستوى العنف في العراق. والتقى السفير الاميركي في العراق راين كروكر نظيره الايراني حسن كاظمي قمي في بغداد في 28 أيار مايو و24 تموز يوليو 2007. وعقد اجتماع على مستوى الخبراء في 6 آب اغسطس. وتتهم واشنطن التي قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع طهران بعد الثورة الاسلامية في عام 1979، ايران بإرسال اسلحة الى العراق وتمويل مجموعات شيعية عراقية متطرفة. وأكدت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون الاسبوع الماضي ان عدد الهجمات على الجنود الاميركيين قد يكون مصدره ايران وكان في الاسبوعين الأولين من كانون الثاني مماثلا لعددها في كانون الاول. وتنفي طهران ان تكون ضالعة في أعمال العنف في العراق وتعتبر ان رحيل القوات الاميركية هو الشرط الأساسي لتحقيق الأمن في هذا البلد. الى ذلك قال متقي ان ايران تنتظر اشارة من مصر لاستئناف العلاقات الديبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ العام 1980. وأوضح:"نواصل مناقشاتنا على مستويات مختلفة. لدينا مشاورات سياسية. التعاون الاقتصادي يتواصل وكما قلت نحن على وشك معاودة العلاقات الديبلوماسية". وأضاف:"ننتظر ان يعلن الأشقاء المصريون انهم مستعدون"لاستئناف العلاقات. وتشهد العلاقات بين ايران ومصر مراحل تقلبات منذ الثورة الاسلامية عام 1979 وقطعت العلاقات بعد سنة على ذلك بمبادرة من طهران احتجاجاً على اعتراف القاهرة باسرائيل. كما ان منح القاهرة اللجوء الى شاه ايران رضا بهلوي الذي اطاحته الثورة الايرانية ودعمها العراق في الحرب الايرانية - العراقية بين 1980 و1988 أثار غضب طهران. وأعرب نجاد عن تأييده لمعاودة العلاقات قائلا إنه مستعد لزيارة مصر. واتصل قبل اسبوع بنظيره المصري حسني مبارك للبحث في الوضع في قطاع غزة. واعتبرت هذه البادرة مؤشراً جديداً الى عودة الدفء الى العلاقات بين البلدين لأنه كان أول اتصال بين مبارك الذي يحكم مصر منذ 1981 وأحمدي نجاد الذي انتخب في حزيران يونيو 2005. وقال متقي من جهة أخرى ان ايران أرسلت"ممثلاً خاصاً الى مصر للبحث في إرسال مساعدة انسانية الى سكان غزة بعد فتح الحدود بين القطاع ومصر". وينتظر ان يصل رئيس البرلمان الايراني غلام علي حداد عادل الى القاهرة هذا الاسبوع لحضور اجتماع لرؤساء البرلمانات العربية وسيلتقي مسؤولين مصريين كباراً على ما ذكرت وكالة"أنباء الشرق الاوسط"المصرية.