توقع مسؤول بارز في المجلس العالمي للذهب أن تستقر أسعار المعدن النفيس بين 900 وألف دولار للأونصة خلال السنة الجارية، بعد القفزات السعرية الهائلة التي حققها على مدار الأشهر الماضية. وقدر الرئيس التنفيذي لمجلس الذهب العالمي في الشرق الأوسط، تركيا، وباكستان، معاذ بركات في حديث إلى"الحياة"حجم الطلب العالمي على الذهب بنحو 80 بليون دولار، معتبراً أنه بات يشكل"أكبر سلعة"في العالم من حيث القيمة. ويبلغ حجم الاستهلاك العالمي من الذهب نحو 3600 طن سنوياً تعادل 80 بليون دولار وفقاً للأسعار الحالية. ويأتي 2600 طن من تلك الكمية من عمليات الاستكشاف والاستخراج، فيما يعد"كسر الذهب"المصدر الثاني للكمية المتبقية. وقلل بركات من احتمال تراجع الأسعار في حال انخفاض أسعار النفط العالمية في الفترة المقبلة بحكم العلاقة الطردية بين السلعتين، مؤكداً وجود عوامل أخرى إضافية تعزز ارتفاع المعدن الأصفر في المستقبل، أبرزها الاضطرابات المتواصلة في أسواق المال العالمية والإقليمية والتي تعزز الاستثمار في الذهب كملاذ آمن للاستثمارات، يلجأ إليه المستثمرون على مر العصور لحمايتهم من تقلبات الأسواق. فضلاً عن الانخفاض المتواصل في عمليات استكشاف الذهب واستخ``راجه في ظل أوضاع صعبة يمر فيها قطاع التعدين عالمياً. وتؤكد إحصاءات مجلس الذهب العالمي أن استخراجه يقل سنوياً بمعدل 1 إلى 2 في المئة، ما يعني استمرار قلة المعروض على رغم الزيادة السنوية في الطلب نحو 12 في المئة. وتشكل المجوهرات نحو 70 في المئة من إجمالي استهلاك الذهب عالمياً. وأكد بركات أن الطلب القوي في الأسواق الناشئة مثل الهند والصين، يعوض تراجع الطلب في الأسواق الأخرى. واعتبر الذهب استثماراً ضد التضخم على حد وصفه. وكشف عن دور محوري لعبته"أسهم الذهب"في زيادة سعره خلال العامين الماضيين، مؤكداً أنه تحول خلالهما إلى سلعة استثمارية، ولعبت صناديق الاستثمار فيه دوراً كبيراً في استقطاب استثمارات ضخمة ضغطت باتجاه زيادة الأسعار. وقدر حجم صناديق الاستثمار في الذهب حالياً بنحو 47 بليون دولار، وهي نجحت في سحب نحو 1500 طن من الأسواق والاحتفاظ بها في حسابات المستثمرين في تلك الصناديق. وكان مجلس الذهب العالمي ابتكر تلك الأداة الاستثمارية قبل عامين بإطلاق صندوق"جي ال دي"الذي يعد الآن أكبر تلك الصناديق حجماً، إذ يقدر حجم الذهب المستثمر فيه بنحو 782 طناً تعادل قيمتها 32 بليون دولار، ويشكل نحو 70 في المئة من سوق الاستثمار العالمي في الذهب. وتسابقت مصارف عالمية مثل"باركليز"في إطلاق صناديق مماثلة. كما كشف بركات عن تسهيلات جديدة في الاستثمار في الذهب تزيد الإقبال على تلك الصناديق، فتم إقرار آليات تدوال مرنة تشبه التداول في أسواق الأسهم التقليدية، منها أن أطنان الذهب تودع في حساب الزبون لدى المصرف مباشرة بعد اتمام عملية الشراء، ويرسل المصرف في اللحظة ذاتها الأرقام المتسلسلة لقطع الذهب التي وضعت في حسابه، وبالتالي لم تعد عملية البيع والشراء على الورق فقط. وأضاف ان العمل جارٍ على مشاريع تطوير لعمليات التداول في الأسهم لتصبح أكثر سهولة للمستثمرين. ويجرى تداول الذهب حالياً في 11 بورصة حول العالم، بينها لندن ونيويورك وطوكيو. وأكد بركات التباحث مع حكومة دبي منذ فترة لإطلاق سهم مقوم بالذهب يتوقع إدراجه في بورصة دبي الدولية، غير أن موعد الإطلاق لم يتحدد بعد. وكان اخصائيون في القطاع أكدوا من قبل ان بداية السنة الجارية ستكون الموعد لإطلاق سهم دبي الذهبي، لكن بركات نفى تلك الأنباء وقال ان الموعد لم يتحدد بعد. وتسجل السعودية والإمارات ومصر أعلى متوسطات نمو في الطلب على المجوهرات في المنطقة، إذ ازدادت المبيعات خلال الربع الثالث من 2007 في السعودية بنسبة 30 في المئة من حيث القيمة، و19 في المئة من حيث الكمية، وفي مصر بنسبة 26 في المئة من حيث القيمة و15 في المئة من حيث الحجم، وفي الإمارات بنسبة 21 في المئة و10 في المئة على التوالي.