قدّرت إحصاءات دولية، كشف عنها خلال مؤتمر "دبي مدينة الذهب"، الذي نظّمته "مجموعة دبي للذهب والمجوهرات"بالتعاون مع "مجلس الذهب العالمي" تحت شعار"الفرص والتحديات"، حجم الاستثمارات العالمية التي ضخّت في قطاع الذهب كأداة استثمارية، بأكثر من 25 بليون دولار، كما قدرت الإحصاءات حجم سوق المجوهرات في دول مجلس التعاون الخليجي بنحو 14 في المئة من السوق العالمية، البالغة 146 بليون دولار سنوياً. وتستحوذ المملكة العربية السعودية وحدها 45 في المئة من هذه النسبة، تليها الإمارات بنسبة 30 في المئة. ويعتبر قطاع المجوهرات ثالث أكبر مساهم في اقتصادات"دول مجلس التعاون الخليجي"، بعد قطاعي الإنشاءات والنفط والغاز، كما يسهم القطاع بنسبة 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في المنطقة، ويتوقع له أن ينمو بنسبة 15 إلى 20 في المئة سنوياً. وكشف الرئيس التنفيذي لپ"مجلس الذهب العالمي"في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وباكستان، معاذ بركات، أن المجلس بصدد إطلاق أول ورقة مالية في منطقة الخليج مقوّمة بالذهب، متوقعاً أن تسهم تلك الخطوة في"تحقيق قفزة جديدة في مبيعات المعدن الأصفر في المنطقة". وأضاف في تصريحات خاصة على هامش المؤتمر الذي انطلق أمس ويستمر يومين، ان نقاشاً يجري عن توافق"الأسهم الذهبية"مع أحكام الشريعة الإسلامية، من أجل تلبية متطلبات شريحة كبيرة من المستثمرين الخليجيين. وتعتبر الدورة الحالية للمؤتمر أكبر دورات هذا الحدث السنوي، إذ شارك فيها 20 متحدثاً من خبراء القطاع، في حضور أكثر من 300 موفد من 25 دولة. ولم يحدد بركات البورصة التي سيدرج فيها أول"سهم ذهبي"خليجي، لكن مراقبين بارزين أكدوا أن"الإمارات ستكون الأكثر ملاءمة لإطلاق هذا النوع من الأسهم"، خصوصاً أن دبي باتت"عاصمة إقليمية"لتجارة الذهب والمجوهرات، فضلاً عن وجود بورصة للذهب فيها. وتوقّع"مجلس الذهب العالمي"أن تشهد مبيعات الذهب في الربع الأول من السنة الجارية نمواً نسبته بين 9 و10 في المئة من حيث حجم المبيعات، و22 في المئة من حيث قيمتها. وقال بركات ان مبيعات الإمارات من الذهب ارتفعت بنسبة 9 في المئة إلى 25 طناً في الربع الأول من هذه السنة، بينما ارتفعت قيمتها بنسبة 22 في المئة. وبلغت نسبة النمو في السعودية 78 في المئة وفي مصر 10 في المئة. وعلى رغم سيطرة بعض حوادث السطو المسلح التي تعرضت لها محال المجوهرات أخيراً في دبي وأبو ظبي على أجواء المؤتمر، قلل"مجلس الذهب العالمي"من تأثير تلك الحوادث على قطاع الذهب والمجوهرات في المنطقة، مؤكداً أنها"حوادث عادية تحدث في كل مكان". لكنه طالب التجار بمزيد من الحيطة والحذر في منطقة تشهد متوسطات نمو اقتصادي غير مشهودة عالمياً. وأوضح رئيس مجلس إدارة"مجموعة دبي للذهب والمجوهرات"، توفيق عبد الله، أن حكومة الإمارات تلعب دوراً بالغ الأهمية في دعم هذا القطاع وتعزيزه، واصفاً مشاركتها في المؤتمر بأنها"مثال حي على ما يمكن أن تنجزه الشراكة بين القطاعين العام والخاص". مصكوكات ذهبية لدبي وأعلن "مركز دبي للسلع المتعددة" عن إطلاق أول مصكوكة ذهبية لإمارة دبي، عبارة عن سلسلة مصكوكات من القطع الذهبية القيّمة التي تمثل الإمارة. وستحمل القطعة الأولى، التي أطلق عليها اسم"رؤى دبي"، صورة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في حين سيطبع على الوجه الثاني للقطعة الذهبية، نقش ل"برج العرب"الذي يعتبر أحد أبرز معالم الأفق المعماري للإمارة. وأشار المدير التنفيذي لقسم الذهب في"مركز دبي للسلع المتعددة"، كولين جريفيث، في كلمته خلال المؤتمر، إلى أن الدور الحيوي لدبي في قطاع الذهب لا ينحصر في تجارة التجزئة، إذ أن حجم صناعة تكرير الذهب فيها تبلغ نحو 400 طن سنوياً. كما تطرق جريفيث إلى الدور المتنامي الذي تلعبه"بورصة دبي للذهب والسلع"من خلال دخولها قطاعات جديدة، مثل الفولاذ والسكر، معلناً طرح"رؤى دبي"، أول مصكوكة ذهبية تذكارية للإمارة، في الأسواق في أيلول سبتمبر المقبل، التي ستباع عن طريق وكلاء حصريين مرخص لهم من قبل المركز. وستسوّق"مصكوكة دبي الذهبية"عبر قنوات مختلفة تشمل المصارف والتجار وشركات الوساطة وتجار المصكوكات المعدنية، إضافة إلى محال المجوهرات في مراكز التسوق والأسواق الرئيسة، كسوق الذهب، والمتاجر الراقية في المطار. وأوضح المدير التنفيذي للعمليات في"مركز دبي للسلع المتعددة"، أحمد بن سليّم، أن الدول المنتجة للذهب هي التي تصنّع وتسوّق العملات الذهبية عادة، وأضاف:"من هنا نقول إن خطوة دبي على هذا الصعيد استثنائية، باعتبار أنها ليست منتجة للذهب، في الوقت الذي تمضي فيه قدماً باتجاه أن تصبح مركزاً مهماً لتصنيع الذهب في المنطقة وتصفيته". وأعلن معاذ بركات عن دعم المجلس للمبادرة الجديدة، وأضاف ان الطلب على المصكوكات الذهبية التذكارية شهد نمواً مطرداً على مستوى العالم، حيث بلغت مبيعاتها 129 طناً العام 2006، مقابل 111 طناً في العام السابق. وأكد وكيل وزارة الاقتصاد الإماراتية، عبد الله بن أحمد الصالح، أن حجم تجارة الذهب عبر دبي ازداد خلال العام الماضي بنسبة 37 في المئة، إلى 14.75 بليون دولار، مشيراً إلى ان هذا الإنجاز البارز يعود إلى عوامل عدّة، أهمها التزام دبي توفير أفضل الخدمات وبأسعار منافسة، حيث استقبلت خلال العام الماضي 7 ملايين سائح ساهموا بنسبة 52 في المئة من إجمالي مبيعات الذهب في الإمارة. كما أن"مهرجان دبي للتسوق"، الذي أقيم على مدى 45 يوماً، ساهم وحده ببليون درهم من مبيعات المجوهرات.