قرر مجلس الذهب العالمي إطلاق صندوقين للاستثمار في الذهب، أحدهما في دبي والآخر في هونغ كونغ. وقال الرئيس التنفيذي للمجلس في منطقة الشرق الأوسط وتركيا والباكستان معاذ بركات، في تصريحات خاصة الى"الحياة"، ان هذا القرار سينفذ خلال عام 2006. وأوضح أن المجلس كان أطلق اثنين من صناديق التحوط للاستثمار في الذهب في لندن ونيويورك، وحقق كل منهما نجاحاً فاق التوقعات، في ظل الارتفاعات الكبيرة في أسعار المعدن الأصفر، ما شجع على إطلاق مزيد من الأوراق المالية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا. وجاءت هذه التصريحات على هامش الدورة الرابعة لمؤتمر "دبي مدينة الذهب"، بمشاركة أقطاب صناعة الذهب والمجوهرات في العالم. كما أعلن مستثمرون كبار من الإمارات ودول خليجية، عن الاستعداد لاطلاق صندوق آخر للاستثمار في الذهب في أبو ظبي. ويأتي هذا الاهتمام في ظل الارتفاعات المتواصلة في أسعار الذهب، ما جعله القناة الفضلى لاستثمارات صناديق التحوط. وقدر بركات حجم الاستثمارات في صندوق الذهب في لندن المعروف باسم"جي بي اس"، بأكثر من تسعة بلايين دولار في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن"لدينا في هذا الصندوق وحده نحو 460 طناً من الذهب". وقرر المجلس أن يكون الصندوق الذي سيؤسس في دبي خاضعاً لأحكام الشريعة الإسلامية، وفقاً لما قاله لبركات. وأكد"أن سعر الذهب سيواصل الارتفاع، وأنه لم يصل بعد إلى المستوى العادل، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار النفط من شأنه أن يرفع سعر الذهب، حيث أن سعر الذهب يعادل 15 إلى 16 ضعفاً سعر النفط على مدار السنوات المئة الأخيرة. واذا أخذنا بهذا المقياس فإن سعر الذهب وفقاً لسعر النفط الحالي لا يقل عن 750 دولاراً". وشدد بركات على أن سعر الذهب تضاعف ثلاث مرات خلال الأعوام الثلاثة الماضية، من نحو 263 دولاراً للأونصة إلى 635 دولاراً حالياً، وأن عام 2005 شهد طلباً على المجوهرات يعد الأعلى في التاريخ. كما شدد على استمرار العوامل نفسها التي أدت إلى هذه القفزة عام 2005، وهي قلة العرض من الذهب، بسبب ضعف انتاج المناجم الحالية، وضعف الاستثمارات الخاصة بالتنقيب والاستخراج، إضافة إلى توقف البنوك المركزية في العالم عن التخلص من احتياطاتها من الذهب في ظل ارتفاع الأسعار. ويشهد الطلب على الذهب والمجوهرات نمواً قوياً، انعكس في إطلاق كثير من صناديق التحوط عبر العالم للاستثمار في الذهب، ما يؤكد استمرار الارتفاع إلى مستويات جديدة في الأسعار. وأكد أن إطلاق صندوق في دبي، يرجع إلى كونها باتت"بوابة للمعدن الأصفر". وكشف أن الإمارات استحوذت في العام الماضي على 20 في المئة من إجمالي سوق الذهب العالمية. فقد دخل الإمارات 525 طناً من الذهب، تقدر قيمتها بأكثر من 12 بليون دولار، منها 140 طناً من المجوهرات المصنعة، و275 طناً من السبائك، وجرى تصنيع 50 طناً في الداخل، والبقية عبارة عن كسر وبودرة الذهب، التي يستخدم بعضها محليا، ويعاد تصدير البقية. ودعا بركات المستثمرين إلى التوجه للاستثمار في الذهب مؤكداً وجود مؤشرات عن ارتفاع الأسعار خلال عامي 2006 و2007.