سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جنود الجيش يفضلون الاستسلام له بدل قتاله ... وشبكة تمويله لغز بالنسبة الى الحكومة : 8 آلاف مقاتل قبلي بإمرة بيت الله محسود يجمع بينهم الإعجاب ب "طالبان" و "القاعدة"
برز اسم بيت الله محسود زعيم المقاتلين القبليين جنوب وزيرستان بعد مقتل ابن عمه عبدالله محسود الذي قاد المواجهات مع الجيش الباكستاني بين عامي 2003 و2006. وعلى رغم المواجهات التي خاضها الجيش ضد مقاتلي محسود الذين قدر عددهم في البداية ب350 مقاتلاً، بينهم عدد من الأجانب، فإن هؤلاء المقاتلين تمكنوا من إيقاع ما يزيد على 1200 قتيل في صفوف الجيش، فاضطر الجيش الى زيادة تقديراته لعدد المقاتلين الى ألفين، قبل ان تصل آخر التقديرات لعدد مقاتلي"طالبان -باكستان"الى ثمانية آلاف مقاتل، تحت إمرة محسود. اعترف بيت الله محسود بأنه بايع زعيم"طالبان"الملا محمد عمر. وعلى رغم اتفاقه مع فكر"القاعدة"، فهو ينفي ان يكون التقى أسامة بن لادن أو نائبه الدكتور أيمن الظواهري، ويؤكد انهما لا يوجدان في مناطق القبائل الباكستانية، ويعترف انه"شرف عظيم لقبائل محسود"التي ساندت المجاهدين الأفغان إبان الغزو السوفياتي، ان تستضيفهما. ازدادت أهمية بيت الله محسود بعد الاتهامات التي وجهتها اليه الداخلية الباكستانية بالضلوع في مقتل رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو، استناداً إلى رصد مكالمة هاتفية مع أحد أنصاره في اليوم التالي لمقتل بوتو، هنأ فيها المتصل محسود بمقتلها. وقال المتصل إن الذي نفذ العملية"شهيد، مآله الجنة". وأمام رغبة الرئيس الباكستاني برويز مشرف مواصلة العمليات العسكرية ضد المسلحين القبليين وفلول تنظيم"القاعدة"، أعاد هؤلاء المقاتلون صوغ تكتيكاتهم واستراتيجيتهم في مناطق القبائل الباكستانية التي تنقسم إلى سبع مديريات تتمتع كل منها بحكم ذاتي تحت إدارة الحكومة الفيديرالية في إسلام آباد. وأهملت الحكومات المتعاقبة في إسلام آباد هذه المناطق القبلية وحرمتها من التعليم والتطوير وأبقت صلات الحكومة المركزية مع شيوخ قبائل كانوا يعينون تعييناً في مجلسي النواب والشيوخ لضمان ولائهم للحكومة المركزية. وشهدت مناطق القبائل نشاطاً لجماعات مسلحة مختلفة القيادات، لكن يجمع بينها الاقتداء ب"طالبان"و"القاعدة"، إضافة الى الرغبة في تطبيق الشريعة في مناطقها. واتفق قادة الجماعات المسلحة في هذه المناطق على إقامة مجلس شورى مركزي لهم في كانون الأول ديسمبر الماضي, اختاروا محسود رئيساً له. وانبثقت من هذا المجلس"طالبان - باكستان". وتضم هذه الجماعات بعض المقاتلين العرب والأوزبك الذين فروا من افغانستان وسهّل محسود إقامتهم وقدّم لهم الدعم المادي والمعنوي. وانضمت الى هؤلاء المقاتلين جماعات مسلحة في أقاليم باجور ومالاكند ومهمند وخيبر وغيرها من مناطق القبائل. ويقلق الحكومة الباكستانية أن أكثر من أربعين في المئة من عناصر الجيش هم من أبناء القبائل الذين انضموا إليه طمعاً في تحسين أوضاعهم المعيشية، ما يفسر استسلام المئات من الجنود لمقاتلي محسود في أكثر من عملية مسلحة ووقوعهم أسرى لديه بدلاً من قتاله. وتتساءل الحكومة الباكستانية عن مصادر تمويل مسلحي القبائل، اذ كانت تتهم تنظيم"القاعدة"بتقديم الدعم المادي لهم، بما يناهز ال500 دولار شهرياً، لكن الحكومة عجزت عن تفسير كيفية إيصال هذه الكميات الضخمة من الأموال الى المنطقة الخاضعة لمراقبة برية وجوية مع وجود القوات الأميركية على الجانب الآخر من الحدود الأفغانية. لكن سكان مناطق القبائل اشتهروا بالتهريب والتجارة ولديهم رؤوس أموال كبيرة في مدن باكستانية مختلفة وفي الخارج، ما يجعل من الصعب رصد شبكاتهم.