أصدر بيت الاستثمار العالمي جلوبل، في الكويت، تقريراً عن الاستراتيجية الاقتصادية والرؤية المستقبلية للبنان، تناول فيه واقع السياحة، في البلد"الذي عُرف على مر العصور أنه واحد من الأماكن المثالية للسياحة. وبدءاً من عام 2000 وما بعدها عادت الأوضاع لتتطور فيه وانتعشت السياحة مجدداً". وبعدما عرض التقرير لموقع لبنان الجغرافي، أوضح أن عدد زائريه، تجاوز في الشهور الثمانية الأولى من السنة الحالية، ما كان عليه في الفترة الموازية من 2007. وعرض لواقع السياحة في لبنان بعد 2004، عندما تلقى البلد ضربة قوية عقب اضطراب سياسي، ما أثر على معدلات الأشغال في الفنادق ، فصنفت بأنها الأدنى بين فنادق دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السياحية، إذ سجلت متوسط معدل إشغال بنحو 39 في المئة. ولا يزال اتفاق الدوحة يزيد الثقة في استمرار السلام ومن ثم انتعاش السياحة. ويشير التقرير إلى 9 فنادق مقترح إنشاؤها في بيروت، ما يطمئن إلى ازدياد عدد السياح خلال السنوات المقبلة. ووصل معدل إشغال الفنادق، الذى يشير إلى مدى قوة السياحة في الدولة، إلى 40 في المئة خلال النصف الأول من السنة الحالية، في مقابل 36 في المئة خلال الفترة ذاتها من 2007. ومنذ حزيران يونيو الماضي، ارتفعت معدلات إشغال الفنادق إلى 61 في المئة. ومقارنة بدول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعد قطاع الضيافة اللبناني غير مربح. وكان على وشك الازدهار وأن يصبح قطاعاً مربحاً جداً عام 2003 عندما بلغت إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة 91 دولاراً، وارتفعت بالغة 119 دولاراً نهاية 2004، بزيادة 30 في المئة عن مستوى 2003. وعلى رغم ذلك انخفضت الربحية مع بداية تدهور قطاع السياحة، إلى 61 دولاراً في 2005 وصولاً إلى 30 دولاراً في 2007. وانخفضت إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة بمعدل سنوي مركب بلغ 13.8 في المئة. ويتوافد على لبنان زائرون من أنحاء العالم، ويتزايد عددهم. وسجل السياح الأفارقة أعلى معدل نمو سنوي مركب بلغ 22 في المئة من 2001إلى 2007، وهو عام كانت فيه غالبية السياح من الدول العربية 39 في المئة، وجاء في المرتبة التالية الأوروبيون 27 في المئة، وأخيراً الآسيويون 14 فى المئة. وبلغ إجمالى السياح العرب 400 ألف من 554 ألفاً في 2004. وبلغ العدد الإجمالي للسياح 885.729 بنسبة ارتفاع 33.6 فى المئة حتى نهاية آب أغسطس الماضي، عن الفترة ذاتها من 2007. ورجح تقرير"جلوبل"أن يتزايد عددهم نهاية السنة الحالية إلى 1.328.593 وأكثر. ويعد إتفاق الدوحة الحافز الذي ساعد على الاستقرار السياسي. وتوقع أن يصبح العام المقبل عام النمو والازدهار في قطاع السياحة في لبنان ، نتيجة لسيادة السلام. نشر في العدد: 16680 ت.م: 04-12-2008 ص: 21 ط: الرياض