أعلن الكولونيل داريل فانديفيلد، المدعي العسكري الأميركي السابق في قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا أمس، ان محاكمات المعتقلين في غوانتانامو"مليئة بالعيوب وغير أخلاقية وتشكل وصمة عار تلطخ الدستور الأميركي". وقال الكولونيل السابق داريل فانديفيلد ل"هيئة الإذاعة البريطانية"بي بي سي في أول مقابلة يجريها منذ استقالته الشهر الماضي ان طريقة معاملة المعتقلين في غوانتانامو"مريعة وخاطئة وغير أخلاقية"، مضيفاً:"اقتنعت استحالة ضمان حصولهم على محاكمة عادلة". وفانديفيلد هو كولونيل احتياط تم استدعاؤه ليكون محامياً عسكرياً بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة، وعمل في العراق والبوسنة وأفغانستان. وأشار الى انه بدأ عمله بحماسة ومن دون أي شكوك،"لكنني اكتشفت ان مكتب المدعي في حال فوضى، وانه لم تقدم أدلة الى محامي الدفاع، علماً ان بعضها يشير أحياناً الى تعرض موكليهم لسوء معاملة بهدف الحصول على معلومات منهم". وأعلن انه أبدى مخاوفه في رسائل إلكترونية بعثها الى ناشط السلام القس جون دير الذي نصحه بالاستقالة. ووصف فانديفيلد الوقت الذي أمضاه في منصبه"الأسوأ في حياته"، وقال:"اعرف رجالاً ونساءً كثيرين تلطخ شرفهم بوصمة غوانتانامو، وهم لا يستحقون ذلك". وتابع:"للأسف لطخ المعتقل اسم الجيش الأميركي ودستورنا. وهذا غير مقبول، ويثير غضبي الشديد". ورد ناطق باسم وزارة الدفاع"البنتاغون"ل"بي بي سي":"نطعن في تأكيدات فانديفيلد، ونؤكد ان اللجان العسكرية توفر محاكمات كاملة وعادلة للمقاتلين الأعداء المتهمين بارتكاب جرائم حرب". ومن بين المعتقلين الذين كلف فانديفيلد النظر في قضيتهم محمد جواد الذي اعتقل مراهقاً في كابول عام 2002، وسيمثل أمام المحكمة في الخامس من كانون الثاني يناير المقبل. على صعيد آخر، أمرت محكمة استئناف أميركية بإعادة النظر في الحكم الصادر بسجن ممدوح محمود سالم، المساعد البارز السابق لزعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن، 32 سنة بعد إدانته بطعن حارس أميركي في عينه باستخدام مشط مسنون. وأكدت محكمة الاستئناف بأن قاضي محكمة أدنى اخطأ في حكمه في أيار مايو 2004، عبر عدم الأخذ في الاعتبار إذا كان الهجوم يمثل عملاً إرهابياً. وخلال انتظار محاكمته بتهمة التخطيط لتفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا في آب أغسطس 1988، رش سالم ونزيل آخر وجه الحارس بصلصة الفلفل الحار، ودسا مشطاً في عينيه وصل الى دماغه. وأصيب الحارس الذي حضر جلسة النطق بالحكم على سالم على مقعد متحرك بشلل جزئي والعمى في الهجوم الذي وقع بسجن في نيويورك عام 2000. وما زال سالم ينتظر الى جانب 11 آخرين محاكمته في اتهامات تفجير السفارتين، فيما دين ثلاثة آخرون بالسجن مدى الحياة بهذه التهم الأسبوع الماضي. نشر في العدد: 16680 ت.م: 04-12-2008 ص: 15 ط: الرياض