يبدأ رئيس"تكتل التغيير والإصلاح"النيابي اللبناني ميشال عون محادثاته اليوم في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد وكبار المسؤولين السوريين في زيارة تتجاوز"التعارف"الى تناول مجمل القضايا السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة، على أن تكون مفتوحة على استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، رغم أن مصادر بارزة في"التيار الوطني الحر"تستبعد أن تكون الانتخابات على جدول أعمال اللقاءات باعتبارها"شأناً داخلياً لبنانياً". وزيارة عون دمشق، على رأس وفد نيابي وسياسي من"التيار الوطني الحر"، هي الأولى له منذ كان قائداً للجيش وبعد إطاحته من القصر الجمهوري في بعبدا في 13 تشرين الأول اكتوبر 1990 بعملية عسكرية مشتركة نفذتها وحدات من الجيشين السوري واللبناني. وتأتي في إطار تطبيع العلاقات الثنائية واستطلاع المواقف، وسيلقى استقبالاً يقام عادة لرؤساء الدول. وينتظر أن تستمر زيارة عون لأيام وستكون لها تداعيات سياسية مباشرة على السجال الدائر بين الأكثرية والأقلية في البرلمان اللبناني وخارجه، نظراً الى تحالفات عون مع حلفاء سورية في لبنان، وأبرزهم"حزب الله". الى ذلك، دخل رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أمس على خط السجال الدائر حول زيارات المسؤولين الرسميين اللبنانيين سورية بعد اشتراط قوى 14 آذار موافقة مجلس الوزراء المسبقة عليها. لكن دخوله جاء من باب السعي الى التهدئة ولملمة الوضع لقطع الطريق على احتمال انتقال تداعيات السجال الى داخل جلسات مجلس الوزراء، موضحاً ان زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي دمشق تمت بعلم مجلس الوزراء ومعرفته شخصياً، كاشفاً أن قهوجي اتصل به قبل الزيارة ووضعه في النقاط التي ستبحث خلالها. ومع أن بيان قوى 14 آذار تجنب تسليط الأضواء مباشرة على زيارة قهوجي دمشق والمحادثات التي أجراها مع الرئيس السوري بشار الأسد وكبار المسؤولين العسكريين فإن نتائجها ستعرض على مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال في أول جلسة يعقدها، ويمكن أن تناقش فيها أيضاً التعيينات الإدارية، حتى لو اقتصرت في مرحلتها الأولى، وكما يقول وزير بارز ل"الحياة"، على الإفراج عن التعيينات القضائية. لكن السنيورة، بحسب قول الوزير نفسه، أراد أن يستبق جلسة مجلس الوزراء نظراً الى أن بعض الأطراف تعاملوا مع بيان قوى 14 آذار في شأن زيارات سورية وكأنه موجه الى وزير الدفاع الياس المر الذي ينوي زيارة دمشق تلبية لدعوة رسمية من نظيره السوري العماد حسن توركماني. وعلمت"الحياة"ان المر الذي اتصل أمس بالسنيورة، أظهر عدم ارتياحه الى التفسيرات التي أعطيت لبيان قوى 14 آذار نظراً الى أنه وحده من كبار المسؤولين اللبنانيين سيزور سورية لاحقاً. وقالت مصادر وزارية إن توضيح السنيورة جاء في محله ليوحي بأن لا مشكلة في زيارة المر دمشق، علماً أن مجلس الوزراء على علم بها، والتحضير لها يجري في العلن وليس في السر، مشيرة أيضاً الى أن لا مشكلة في زيارة قهوجي، لكن ما تردد عن التوصل في خلالها الى اتفاقات سيكون مدار بحث في مجلس الوزراء لوقف الاجتهاد في شأن نتائجها. في هذه الأثناء، بدأ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مساء أمس زيارة لألمانيا تستمر حتى مساء غد الخميس. ويرافق سليمان الذي وصل الى برلين مساء أمس وفد رسمي يضم وزراء: التربية والتعليم العالي بهية الحريري، والدفاع الياس المر، والشؤون الاجتماعية ماريو عون ويبدأ محادثاته الرسمية اليوم بلقاء قمة مع نظيره الألماني هورست كولر ثم يلتقي المستشارة الألمانية انغيلا مركل ويعقب محادثاتهما مؤتمر صحافي مشترك على أن يلتقي أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني والسفراء العرب المعتمدين في برلين، ويختتم اليوم الأول من زيارته بلقاء أبناء الجالية اللبنانية. وعلى صعيد زيارة الوفد الرئاسي الفرنسي برئاسة أمين عام الرئاسة كلود غيان دمشق واجتماعه يوم الأحد الماضي مع الرئيس الأسد، علمت"الحياة"من مصدر فرنسي مطلع أن الزيارة كانت مبرمجة ومقررة قبل زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للمملكة العربية السعودية وانه جرى خلالها تقويم ما نفذ من خريطة الطريق السورية ? الفرنسية في شأن لبنان. وقال المصدر نفسه ان الجانب الفرنسي أشار على سورية بضرورة السير قدماً في تعيين السفير السوري لدى لبنان قبل نهاية السنة، وكذلك في تنفيذ بقية البنود المتفق عليها بين البلدين، سواء بالنسبة الى ترسيم الحدود بين لبنان وسورية أو الى جلاء مصير المعتقلين اللبنانيين في سورية. وأكد المصدر مناقشة مواضيع أخرى منها المسار التفاوضي غير المباشر بين سورية وإسرائيل برعاية تركيا، وقال إن سورية أبدت رغبة في الاستمرار في المفاوضات والتقدم على هذا المسار.