اختار الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما أمس، مسؤولَيْن سابقين في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون هما: جيمس شتاينبرغ وجيكوب لوي، ليكونا في الإدارة المقبلة نائبين لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي تسعى الى تشكيل فريقها الديبلوماسي وجهاز العمل الإداري الأكبر نفوذاً وقوة منذ سبعينات القرن الماضي، من خلال زيادة الموازنة السنوية للوزارة وتعيين شخصيات مرموقة بصفة مبعوثين لأزمات دولية، مستفيدة بذلك من تفويض حصلت عليه من أوباما بموافقة وزير الدفاع روبرت غيتس ومستشار الأمن القومي الجنرال جيمس جونز. وأعلن أوباما في بيان أصدره فريقه الانتقالي ان"الفريق الذي شكلناه، منسجم انسجاماً تاماً مع التحديات العالمية الكبرى التي سنواجهها اليوم"، مضيفاً ان شتاينبرغ ولوي"سينضمان الى فريق من الخبراء والقياديين المحنكين، وأنا متشوق للعمل معهم في السنوات المقبلة". وفي تقسيم نادر للسلطة، من المقرر ان يركز شتاينبرغ على شؤون السياسة الخارجية، فيما سيشرف لوي على إقناع الكونغرس بزيادة موازنة الخارجية وسيساعد الوزيرة في الشؤون الإدارية والعمل اليومي. وكان شتاينبرغ نائباً لمستشار الأمن القومي خلال عهد بيل كلينتون، وتميز بتركيزه على الحرب على الإرهاب وبكونه أول الداعين الى الانسحاب من العراق في العام 2005 وبانتقاداته لأخطاء الحرب، فيما شغل لوي منصب مدير الموازنة أثناء حكم بيل كلينتون. أما على صعيد المساعدين، فيتوقع إشراك شخصيات جديدة مثل السفير السابق لدى إسرائيل دانيال كيرتزر والسفيرة السابقة ويندي شرمان وتوني فرستانديغ المسؤولة السابقة خلال عهد كلينتون في مكتب الشرق الأدنى، كما يتوقع بقاء مسؤولين محوريين في ملفات الشرق الأوسط مثل نائبي مساعدي وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان وديفيد هيل. من جهة أخرى، عين أوباما المسؤول السابق في إدارة بيل كلينتون توماس اي. دونيلون مساعداً لمستشار الأمن القومي، كما اختار انتوني بلينكن رئيس هيئة موظفي"لجنة الشؤون الخارجية"في مجلس الشيوخ، مستشاراً للأمن القومي لنائب الرئيس المنتخب جوزف بايدن. ومع دخول إدارة الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش في الأسابيع الثلاثة الأخيرة من عهدها، واكتمال صورة إدارة أوباما والحقائب الأساسية في الخارجية والدفاع والخزانة، يتضح الخلاف الجوهري في النهج بين الرئيسين الحالي والمقبل، والتحول في مواقع القوى من مكتبي نائب الرئيس ومستشاري البيت الأبيض، الى هيكلية أكثر توازناً ترجح فيها كفة العمل الديبلوماسي وإدارة السياسة الخارجية الى كلينتون وطاقمها، بدل حصره في المناصب القريبة من الرئيس مثل نائبه جوزف بايدن أو مستشاريه الرئاسيين. وعلى عكس بوش الذي أوكل مهام السياسة الخارجية والقرارات الحاسمة حول حربي العراقوأفغانستان في ولايته الأولى الى مكتبي نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومستشاريه لويس"سكوتر"ليبي واليوت أبرامز، على حساب وزير الخارجية آنذاك كولن باول الذي أدت خلافاته مع رموز الولاية الأولى الى عدم بقائه في الثانية، تعكس تركيبة إدارة أوباما توازناً أكثر بين أقطاب السلطة، وخصوصاً بين الدفاع والخارجية أي غيتس وكلينتون اللذين كانا على تواصل خلال مشاركة كلينتون في لجنة التسلح في مجلس الشيوخ طيلة السنوات الأربع الماضية. القوة الناعمة وكان غيتس أكد في خطاب ألقاه في جامعة كنساس نهاية الشهر الماضي، أنه يتطلع الى زيادة دور وزارة الخارجية وموازنتها وإعادة بناء سمعة الولاياتالمتحدة، من خلال التركيز على"القوة الناعمة والتحول عن القوة العسكرية وقدرة الجيش الأميركي". وقال:"علينا ان نركز طاقتنا على عناصر الديبلوماسية والاتصالات والمساعدات الخارجية وإعادة البناء، والتي يجب أن تقع ضمن صلاحيات وزارة الخارجية". وجاء تقرير صحيفة"نيويورك تايمز"حول سعي كلينتون الى زيادة الطاقم الديبلوماسي وتعيين أسماء بارزة في منصب مبعوث لأزمات دولية، بينها الصراع العربي - الإسرائيلي وإيران، ليؤكد توجه الإدارة الجديدة الى إعادة النفوذ في السياسة الخارجية الى الوزارة، وبنسب تعيد عقارب الساعة الى أيام الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر 1969-1977 الذي فاوض على اتفاق إنهاء حرب فيتنام وضاعف جهود الديبلوماسية الأميركية في ملفات شرق أوسطية وآسيوية في مواجهة الاتحاد السوفياتي آنذاك. ومن بين الأسماء المطروحة لمناصب المبعوثين الديبلوماسيين، السفير السابق لدى الأممالمتحدة ريتشارد هولبروك مبعوثاً لدى إيران أو أفغانستان، والمبعوث السابق الى الشرق الأوسط دنيس روس في المنصب نفسه أو الى طهران، كما يطرح اسم السفير السابق لدى إسرائيل مارتن أنديك في منافسة مع روس. پ أوباما وحاكم ايلينوي على صعيد آخر، اصدر غريغ كريغ المستشار القانوني لأوباما تقريراً برأ الرئيس المنتخب ومساعديه من التورط في"اتفاق مقايضة"مع حاكم ولاية ايلينوي رود بلاغويفيتش الذي سعى الى بيع المقعد الذي كان يشغله أوباما في مجلس الشيوخ. ويتضمن التقرير كل الاتصالات التي أجراها فريق أوباما مع مكتب الحاكم. وأوضح التقرير ان رام ايمانويل كبير موظفي البيت الأبيض في الإدارة المقبلة، تحدث هاتفياً"مرة أو مرتين"مع بلاغويفيتش بعد انتخاب أوباما، كما أجرى"أربعة اتصالات هاتفية"مع جون هاريس مدير مكتب حاكم ايلينوي. وأضاف التقرير ان ايمانويل أعطى هاريس"بموافقة الرئيس المنتخب"، أسماء أربعة أشخاص يبدون مؤهلين لشغل مقعد أوباما في مجلس الشيوخ، موضحاً ان هاريس"لم يحاول الحصول على أي امتياز شخصي للحاكم في أي من هذه الاتصالات". وكان المدعي المكلف القضية باتريك فيتزجيرالد استمع الأسبوع الماضي الى إفادة أوباما واثنين من مساعديه. ويمضي أوباما حالياً عطلة في هاواي حيث شارك في قداس وداعي لمادلين باين دنكان جدته التي ربّته وتوفيت قبل يومين من الانتخابات الرئاسية الأميركية. ونثر أوباما رماد جثمانها على شاطئ في هاواي. الى ذلك، أثارت صور لأوباما بلباس السباحة التقطها مصورو المشاهير في هاواي، زوبعة من التعليقات على الإنترنت. وعنونت صحيفة"نيويورك بوست"تحت صورة لأوباما على الشاطئ:"مناسب للمنصب"و"الشاب الوسيم". نشر في العدد: 16701 ت.م: 25-12-2008 ص: 13 ط: الرياض عنوان: أوباما يعين نائبين لهيلاري كي تستعيد الخارجية نفوذها