بدأ الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما بناء إدارته التي ستتسلم السلطة بعد 76 يوماً، فيما بدأ فريقه المكلف عملية الانتقال، تسلم ملفات من الإدارات المختلفة. وتقود هذا الفريق فاليري غاريت المستشارة المقربة لاوباما. ويعاون غاريت في مهمتها، جون بوديستا كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون ومدير مكتب اوباما في ايلينوي وبيتي روس. ويساعد هؤلاء، 12 مستشاراً من بينهم حاكمة اريزونا جانيت نابوليتانو، وزيرة التجارة في عهد كلينتون، ووليام دالاي، وزير النقل والطاقة في عهد الرئيس الديموقراطي السابق، إضافة الى فدريكو بينا مستشارة اوباما للشؤون الدولية، وسوزان رايس التي عملت في ادارة كلينتون. عمانوئيل لإرضاء اليهود وقبل النائب الديموقراطي رام عمانوئيل تولي منصب كبير موظفي البيت الأبيض والذي عرضه عليه اوباما. واعتبرت شبكة"فوكس نيوز"الإخبارية ان اوباما يسعى من وراء اختياره عمانوئيل ابن الطبيب الاسرائيلي، الى كسب تأييد المجتمع اليهودي في الولاياتالمتحدة وخارجها. ويعتبر منصب كبير موظفي البيت الأبيض من أهم المناصب في الإدارة الأميركية، لأن كل الملفات تمر عبره إلى الرئيس، كما يقرر جدول اجتماعاته. الى ذلك يعمل أوباما على اختيار وزير للخزانة في إدارته، من أجل رسم خطة للخروج من الأزمة الاقتصادية. ومن بين المرشحين للمنصب، تيموثي غايثنر رئيس مصرف الاحتياط الفيديرالي في نيويورك، ولاري سومرز وزير الخزانة السابق في عهد كلينتون . وقال بوديستا لبرنامج"صباح الخير أميركا"إن الإدارة المقبلة ستعمل على"تهدئة الأسواق"والمضي قدماً لتحقيق هذا الهدف. ويتوقع أن يعين أوباما قريباً وزيرين للدفاع والخارجية. ويتوقع أن يطلب من وزير الدفاع الأميركي الحالي روبرت غيتس البقاء في منصبه او تؤول الحقيبة الى وزير البحرية السابق ريتشارد دينزيغ. وبثت شبكة"أي بي سي نيوز"ان ابرز المرشحين لحقيبة الخارجية هم: السناتور الديموقراطي عن إنديانا ديك لوغار ، والمرشح السابق للرئاسة جون كيري السناتور في مجلس الشيوخ حالياً عن ولاية ماساتشوستس، وحاكم ولاية نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون. باول غير مهتم واكد وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول انه غير مهتم بالعمل في إدارة أوباما ولو طلب منه ذلك. ولكن باول رئيس الأركان السابق في عهد جورج بوش الأب قال لصحيفة"وول ستريت جورنال"امس، انه سيكون حاضراً لتقديم المشورة للإدارة الجديدة مضيفاً ان هذه الانتخابات تبشر بتغيير كبير في الولاياتالمتحدة. كذلك يعتبر جيمس شتاينبرغ وهو مستشار سابق لكلينتون مرشحاً قوياً لمنصب مستشار الأمن القومي كما يمكن ان تعين سوزان رايس وهي مساعدة سابقة لكلينتون أيضا في هذا المنصب أو في منصب كبير آخر. كما اعتمد أوباما بقوة على ثلاثة خبراء في السياسة الخارجية في حملته من المرجح ان يشغلوا مناصب في البيت الأبيض او وزارة الخارجية هم: مارك ليبرت ودنيس مكدونو وهما مساعدان سابقان في مجلس الشيوخ وبن رودس كاتب خطب السياسة الخارجية لاوباما. بايدن بعيداً عن تشيني الى ذلك، قال جو بايدن نائب الرئيس المنتخب، ان ديك تشيني"أخطر من شغل هذا المنصب في تاريخ الولاياتالمتحدة، بسبب سلطاته الواسعة النطاق. واكد بايدن انه يريد دوراً أقل لفتاً للنظر لكن مهماً، كمستشار اول للرئيس. واكد سناتور ديلاوير المخضرم الذي انتخب نائباً للرئيس الثلثاء، انه لا يتطلع الى حقيبة خاصة لكنه يريد أن يكون الى جانب اوباما عند اتخاذ قرارات مهمة. وابلغ بايدن الصحافيين مطلع الأسبوع الحالي أن"اوباما سيكون الرجل الذي يضع السياسات ويتخذ القرار. وأنا سأقدم أفضل تقويم لدي". ولنائب الرئيس الاميركي مهمتان دستوريتان هما أن يحل محل الرئيس في غيابه وأن يرأس مجلس الشيوخ على ان يدلي بصوته فقط لإنهاء التعادل بين الأصوات. وتقليدياً كان دور نائب الرئيس محدوداً، لكن تشيني بسط نفوذه على الأمن القومي والطاقة والسياسة البيئية. واشتهر تشيني في دوائر واشنطن باسم دارث فيدر ، وهي شخصية خيالية رئيسية في مجموعة أفلام حرب النجوم التي أنتجتها السينما الاميركية، لكونه القوة المحركة وراء حرب العراق وازالة القيود على استخدام أساليب استجواب قاسية مع المشتبه في أنهم متشددون. كما رفض تشيني الانصياع لأمر تنفيذي خاص بحماية المعلومات السرية، قائلا ان مكتبه يتبع الفرع الاشتراعي لا التنفيذي لدوره كرئيس لمجلس الشيوخ. وكلف بوش نائبه تشيني بمهمة المرحلة الانتقالية بعد انتخابات عام 2000 التي اتسمت بالفوضى وحسمتها المحكمة العليا في نهاية المطاف عقب اعادة فرز للأصوات مثيرة للجدال في فلوريدا. وتمتع آل غور نائب الرئيس السابق كلينتون بنفوذ لا بأس به لدى رئيسه ومارس دوراً مؤثراً في دفع الإدارة الى التدخل عسكرياً في البوسنة على سبيل المثال. ورجح خبراء أن يحذو بايدن حذو الديموقراطي وولتر مونديل الذي لعب دور المستشار الموثوق به حين كان نائباً للرئيس السابق جيمي كارتر. ويعتبر بايدن الذي انتخب للمرة الأولى لعضوية مجلس الشيوخ عام 1972 ، أكثر فائدة في التعامل مع الكونغرس اذ له صداقات قديمة ورصيد سياسي هناك، اكبر من أوباما. وعلى رغم تأكيد بايدن أنه لا يرغب في تولي أية حقائب فإن العديد من المحللين يرجحون أن يستغل الرئيس خبرته في السياسة الخارجية والقضاء. نشر في العدد: 16653 ت.م: 2008-11-07 ص: 14 ط: الرياض