كشف مفتي طرابلس والشمال اللبناني الشيخ مالك الشعار محضر لقاء جرى أمس بينه وبين السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون، الذي زاره في منزله في طرابلس. وذكر أن الديبلوماسي الفرنسي سأله «عن تأثير الأحداث في سورية على طرابلس، فنحن قلقون مما يجري هناك من قمع للتظاهرات وتعرض للمتظاهرين»، وأنه رد بأن «سورية ولبنان بلدان مترابطان، ولكن حتى الآن ليس هناك من تأثيرات تذكر». وأكد الشعار، بحسب المحضر الموزع ونشرته «الوكالة الوطنية للإعلام»، أن طرابلس«المدينة اللبنانية الوحيدة التي فيها أكثر من عشرة شوارع تحمل أسماء مسيحية كشارع الراهبات والمطران والكنائس وحي السيدة ومار مارون، في حين أن مشهد التعايش لا مثيل له في مدن لبنانية أخرى». وأذ اشار الشعار خلال اللقاء «إلى أهمية تفعيل المركز الثقافي الفرنسي في طرابلس لما لذلك من نتائج إيجابية على صعيد تبادل الخبرات وتقريب الشعوب إلى بعضها بعضاً»، أوضح أن بييتون سأله «عن حقيقة الأوضاع في طرابلس، ورد بأنه ليس متخوفاً من أي خلل أمني في طرابلس، وإذا حدث شيء ما، لا سمح الله، فإن ذلك يكون مفتعلاً، وأبناء البلد أخذوا على عاتقهم تأكيد العيش المشترك في ما بينهم، فهم يتزاورون بل يتزاوجون في ما بينهم، وهناك لقاءات دورية تجمعهم معاً مسلمين ومسيحيين وعلويين وأرمن». وأشار الشعار الى أن السفير الفرنسي سأل عن الجالية الأرمنية في طرابلس، فرد الشعار أن «عدد أفرادها كان كبيراً في ما مضى، ولكن الأحداث قلصت هذا العدد، ومنذ مدة زارني مطران الأرمن في العاصمة، وتشاورنا في الأوضاع الراهنة وطلب مني بسبب عدم وجود مطران للأرمن في طرابلس، أن يكون الأخوة الأرمن برعايتي وأن أتابع أوضاعهم، وهذا لم يكن من باب المجاملات، هكذا نفهم الدين ونتعامل على أساسه مع الجميع بقناعة». وأشار الشعار إلى «أن البطريرك الماروني بشارة الراعي أبلغه نيته عقد لقاء يجمع رؤساء الطوائف من كل الأديان في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وأنه سيجري اتصالاً في هذا الشأن مع شيخ الأزهر». ولاحظ بييتون تراجعاً في الأوضاع الاجتماعية والتنموية في طرابلس على رغم «أن هناك قيادات سياسية وحكومية بارزة في طرابلس وتتمتع بطاقات وإمكانات كبيرة». ورد الشعار الأمر الى ضعف الاستثمارات والاقتصاد، وأمل «بأن يرتد التقارب بين الجميع وخصوصاً بين الرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة خلال متابعة قضية ما يسمى بخطة الكهرباء، على سائر القضايا المطروحة». وكان بييتون أكد لاذاعة «الشرق»، أن الفرنسيين «يحترمون وجهة نظر البطريرك الماروني بشارة الراعي، خصوصاً في ما يتعلق بمستقبل الأقليات في الشرق الأوسط»، لافتاً إلى أن «في ذاكرة البطريرك ما حصل في العراق وفي الشرق الأوسط للمسيحيين، والجميع يتفهم حساسية الوضع وما يحصل في المنطقة، وأولهم البطريرك، والجميع يعلم أن للمسيحيين في تاريخ الشرق الأوسط والعالم العربي دوراً خاصاً، لأنهم يدافعون بطريقة طبيعية عن القيم الديموقراطية وحقوق الإنسان، ووجودهم في الشرق الأوسط ضمان لاستمرارية التعددية». وشدد على ضرورة «أن نأخذ في الاعتبار قلق المسيحيين لذلك، على المعارضة أن تتوحد وتعمل بطريقة مسؤولة، وهذا يشكل ضمانة للمسيحيين»، وقال: «يملك الرئيس الأسد مفتاح الإصلاحات، ولكنه ابتعد عن هذا الطريق للأسف الشديد، لذلك وصل إلى طريق مسدود». وعن سلاح «حزب الله»، قال: «هذه القضية لا تحل بسرعة ومباشرة، وتحتاج إلى حوار وطني بين اللبنانيين»، وأيد كلام البطريرك بشأن ضرورة مساندة الجيش اللبناني، وقال: «نحن لن نوقف برامجنا لمساعدة الجيش اللبناني»، وأضاف: «الهدف الأساسي للحوار الوطني هو تخلي حزب الله عن سلاحه، والموقف الفرنسي ثابت ومفاده أن الدفاع عن لبنان لا يمكن أن يكون إلا في يد الدولة والجيش وليس الأحزاب». وشدد على «ضرورة التزام لبنان بالقرارات الدولية، في ما يخص المحكمة الدولية»، وقال: «حتى الآن الرئيس ميقاتي احترم هذه القرارات، ووعد بأن لبنان سيمول المحكمة، والجميع ينتظر إخراج هذا الموضوع، والجميع متفائل». وعن عدم تمويل المحكمة، أكد بييتون أنها «مشكلة»، لافتاً إلى أن «على مجلس الأمن أن يتخذ التدابير اللازمة في الموضوع». وأعرب عن خشيته «على أمن يونيفيل بسبب الاعتداءات المتكررة على الجنود الفرنسيين والايطاليين»، موضحاً أن «الجيش اللبناني اتخذ إجراءات لحماية تحركات يونيفيل من الجنوب إلى بيروت».