علمت"الحياة"من مصادر فلسطينية موثوقة أن الرئيس محمود عباس يعتزم تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في نيسان ابريل المقبل، وانه سيعلن ذلك في مرسوم رئاسي يصدره قريباً. في هذه الاثناء، أطلقت اسرائيل 231 اسيراً فلسطينياً بتأخير اسبوع عن الموعد الذي كان مقرراً لذلك، علماً ان غالبية الاسرى المفرج عنهم هم من حركة"فتح"، وان 18 منهم من قطاع غزة. راجع ص 5 وكشفت مصادر فلسطينية ل"الحياة"في غزة ان عباس بحث في ملف الانتخابات وانتهاء فترة ولايته مع عدد من الزعماء والقادة العرب، بينهم الرئيس بشار الأسد، وقطع على نفسه عهداً بعدم ترشيح نفسه لولاية ثانية، مضيفة أنه يريد أن"يسلم الأمانة"الى الرئيس المنتخب الجديد. واشارت الى أن عباس شكا كثيراً وبمرارة من الاتهامات التي توجه اليه من حركة"حماس"وغيرها، فضلاً عن تقدمه في السن، الأمر الذي لا يستطيع معه البقاء في سدة الرئاسة. وأوضحت أن دولاً مثل سورية نصحته بتنظيم الانتخابات في آب اغسطس أو ايلول سبتمبر، الا أنه قرر تنظيمها في نيسان، معتبرا نفسه ملزماً دستورياً وقانونياً بتنظيمها السنة 2009. ورجحت ان يصدر مرسوماً رئاسياً خلال الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة، وهو ما اكده الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة أمس. يذكر ان"حماس"تصر على أن ولاية عباس تنتهي في التاسع من كانون الثاني يناير المقبل، وأنها لن تعترف به رئيساً للسلطة بعد هذا الموعد، من دون أن تفصح عن خططها في هذا الشأن. كما ترفض الحركة تقديم موعد الانتخابات التشريعية من موعدها في 25 كانون الثاني يناير 2010. لكن مصادر مقربة من الحركة تتوقع تنصيب رئيس المجلس التشريعي المعتقل لدى اسرائيل عزيز دويك رئيساً للسلطة في العاشر من الشهر نفسه. في غضون ذلك، اطلقت السلطات الإسرائيلية 231 أسيراً فلسطينياً كانت أرجأت إطلاقهم الأسبوع الماضي بسبب استئناف قدمته منظمة يهودية. وانتظر مئات الفلسطينيين اسراهم الذين وصلوا الى رام الله على متن باصات، وكان في استقبالهم الرئيس عباس الذي صافحهم فرداً فرداً، متعهدا العمل على إطلاق أسرى من الفصائل المختلفة، بما فيها"حماس"وحركة"الجهاد الإسلامي". وشهد مقر المقاطعة فرحة عارمة بلم شمل الاسرى مع عائلاتهم، وبينهم من ترقبت عودة عريسها الذي اعتقل فجر يوم زفافه. كما كان بين المستقبلين طفل قدم لاستقبال والدته التي سجنت 4 سنوات بعد عامين من استشهاد زوجها برصاص إسرائيلي، واتُهمت بمحاولة طعن جندي. وعلى بعد خطوات منهما، وقفت والدة الأسير سامي الحوح الذي بقي شقيقه سميح رهن الاعتقال. اما محررو غزة الذين ينتمون في غالبيتهم الى"فتح"باستثناء اثنين من"الجبهة الشعبية"، فنقلوا في باصات اسرائيلية حتى معبر بيت حانون ايريز حيث كان في استقبالهم العشرات في تظاهرة اختلطت فيها مشاعر الفرحة باطلاقهم، بالحزن على رفاقهم الذي بقوا في السجن. وفي نيويورك تبنى مجلس الأمن اليوم في جلسة على مستوى وزاري، قراراً اقترحته الولاياتالمتحدة يعيد الى المجلس دوراً في عملية السلام في الشرق الأوسط، ويأخذ علماً بأهمية المبادرة العربية للسلام للعام 2002، ويؤكد التزامه بعدم العودة عن المفاوضات الثنائية، ويدعو الدول الى"دعم الحكومة الفلسطينية التي تلتزم مبادئ اللجنة الرباعية والمبادرة العربية للسلام وتحترم التزامات منظمة التحرير الفلسطينية". وحضر هؤلاء الوزراء الاجتماع الذي كان مقرراً عقده في ساعة متقدمة من ليلة امس ل"اللجنة الرباعية"ولجنة المتابعة العربية التي تضم 14 عضواً. وستقاطع قطر وعمان اجتماع"الرباعية"الدولية ولجنة المتابعة العربية. كذلك ستقاطع قطر وعمان الاجتماع الذي سيعقد اليوم الثلثاء بين وزراء وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن زائداً المانيا المعنيين بملف ايران في مجلس الأمن وبين ممثلي مجلس التعاون الخليجي زائداً مصر والعراق والاردن للبحث في الأمن في منطقة الخليج على ضوء ملفات ايران. وكان متوقعاًَ ان يجتمع وزراء اللجنة"الرباعية"مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليل أمس للبحث في عملية السلام والخطوات اللاحقة، بما في ذلك امكان استضافة موسكو لمؤتمر متابعة لعملية"انابوليس"للمفاوضات بهدف تحقيق السلام الشامل والذي سيرحب مجلس الأمن بعقده في قراءة اليوم. وقالت مصادر مطلعة ان الطرف العربي الذي يمثله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيحرص على التحدث بلغة"قاسية"مع أطراف الرباعية ليشدد على ان لا تقدم في العملية ما دام الاستيطان الاسرائيلي مستمراراً، وعدم جدية اسرائيل في التنفيذ. نشر في العدد: 16692 ت.م: 16-12-2008 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: فرح ودموع في استقبال 231 أسيراً غالبيتهم من "فتح" أطلقتهم إسرائيل بتأخير اسبوع . عباس ينوي تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في أبريل