تمنّت الحكومة المحلية في جزر الخالدات على السلطات المغربية فتح حوار حول ترسيم المياه الإقليمية. وجاء في بيان على هامش الزيارة التي قام بها إلى المغرب رئيس الحكومة المحلية في جزر الخالدات باولينو ريفيرو الأسبوع الماضي أن الأخير عرض على نظيره المغربي عباس الفاسي خطة لمعاودة البحث في إبرام اتفاق بهذا الصدد. ورجحت مصادر ديبلوماسية أن يكون الملف ضمن محاور وقضايا عدة يدرسها رئيس الوزراء المغربي ونظيره الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو في الاجتماع المشترك للجنة العليا بين البلدين في وقت لاحق. وكان ملف ترسيم المياه الاقليمية بين المغرب واسبانيا تعرض للإرجاء مرات عدة، كونه يشمل واجهة الساحل الأطلسي المقابلة لجزر لاس بالماس جزر الخالدات، في ضوء خلافات نشأت بين حكومتي البلدين حول التنقيب عن البترول في عرض الساحل الأطلسي على عهد حكومة رئيس الوزراء السابق خوسي ماريا اثنار، إضافة إلى تداعيات الخلافات حول السيادة على مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين على الساحل المتوسطي شمال المغرب. وترغب الرباط في إبرام اتفاق يشمل الواجهتين البحريتين معاً، فلا تزال السلطات الإسبانية ترفض الدخول في مفاوضات مع المغرب حول المدينتين المحتلتين، وإن كان الاعتقاد السائد أن الرباطومدريد ترغبان في إبعاد خلافاتهما حول هذه القضية عن تكريس علاقات التعاون. وكانت أزمة نشأت بين الرباطومدريد على خلفية زيارة قام بها العاهل الاسباني خوان كارلوس الى المدينتين المحتلتين اعتبرتها الرباط ذات"طابع استفزازي"وأدت الى جمود علاقات البلدين لفترة من الوقت. إلا أنهما عاودا الحوار من منطلقات جديدة، ليس أقلها الإبقاء على فكرة المفاوضات قائمة، في ضوء اقتراح كان عرضه الملك الراحل الحسن الثاني يهدف إلى بسط السيادة المغربية على المدينتين وحفظ وصون المصالح الاقتصادية والتجارية لاسبانيا في المنطقة. الى ذلك، توقعت المصادر أن يشكل ملف الصحراء وتطورات الإعداد للجولة الخامسة من مفاوضات مانهاست العام المقبل أحد المحاور البارزة في محادثات الفاسي وثاباتيرو التي تعتبر الأولى من نوعها منذ تولي زعيم حزب الاستقلال رئاسة الحكومة في بلاده، لا سيما وأن أوساطاً اسبانية متشددة ما فتئت تنتقد مواقف حزب الاستقلال إزاء التشدد في مواجهة الجارة الايبيرية لاسترجاع سبتة ومليلة. بيد أن حكومة مدريد التي أعربت مرات عدة عن دعمها جهود الأممالمتحدة للتوصل الى حل سياسي نهائي لنزاع الصحراء، ورأت في المفاوضات سبيلاً لذلك، عادت تميل رسمياً إلى دعم اقتراح المغرب منح اقليم الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً، لكنها تلتزم موقفاً متوازناً في تطوير علاقاتها مع المغرب والجزائر على حد سواء. وسبق لرئيس الوزراء ثاباتيرو أن أعلن خطة سابقة لعقد مؤتمر موسع حول قضية الصحراء تشارك فيه مدريد وباريس والجزائر والرباط. وستكون القمة المغربية - الاسبانية مناسبة سانحة لمعاودة البحث في ملفات التعاون في التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية، خصوصاً في ضوء إقدام مهاجرين أفارقة على محاولات عدة للتسلل عبر الجدار الذي أقامته السلطات الاسبانية لتسييج مدينتي سبتة ومليلية. نشر في العدد: 16692 ت.م: 16-12-2008 ص: 10 ط: الرياض