دعا عباس الفاسي زعيم حزب الاستقلال وزير العمل المغربي الى وضع خطة لانهاء الاحتلال الاسباني لمدينتي سبتة ومليلية شمال البلاد، في الوقت الذي عزّزت فيه السلطات الاسبانية وجودها العسكري بمحاذاة سواحل مدينة الحسيمة غرب مدينة مليلية. وطالب الفاسي، خلال تجمع حزبي في مدينة الحسيمة نهاية الاسبوع الماضي بالتعجيل في اعداد خطة لتحرير المدينتين، معتبراً ان "العدوان الاسباني المسلح على جزيرة ليلى سلط الضوء على الاحتلال الاسباني لسبتة ومليلية والجزر الجعفرية، ومكن الرأي العام الدولي من ادراك اهمية تصفية الاستعمار من الاراضي المغربية". واكد الفاسي الذي كان يتحدث لمناسبة الذكرى ال81 ل"معركة انوال" التي خاضها المجاهد عبدالكريم الخطابي ضد الاسبان العام 1922، اهمية "استخلاص العبر من الماضي والوفاء لأمجاد المغاربة في استنهاض الهمم ومواجهة تحديات الحاضر والمستقبل". واعتبر ذكرى انوال "علامة مضيئة في تاريخ البلد دافع فيها المغاربة عن هويتهم لصد الاحتلال الاجنبي". واشار الى ان المفاوضات المغربية -الاسبانية المقبلة "يجب ان تشمل كل الملفات العالقة وايجاد حل لها في اطار احترام المصالح الوطنية للمغرب". وطالب حكومة خوسيه ماريا اثنار ب"احترام معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار بغية فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين والحفاظ على الاستقرار والسلم في المنطقة المتوسطية"، في اشارة الى "خلية التفكير" التي اقترحها العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني للبحث في مستقبل المدينتين المحتلتين في شكل يعيد سيادة الرباط عليهما مع الحفاظ على المصالح الاسبانية في المنطقة. ورأى الفاسي في تنمية مناطق الشمال الفقيرة السبيل الامثل نحو تحرير المدينتين، في اشارة الى اعمال التهريب المتفشية في المنطقة بسبب إفادة سبتة ومليلية من نظام المنطقة الحرة الذي يخلّف خسارة سنوية في الجانب المغربي تزيد عن مليوني دولار. يذكر ان وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ونظيرته الاسبانية انا بلاسيو اتفقا على هامش نهاية أزمة ليلى على الاجتماع في مدريد في ايلول المقبل، من دون تحديد هل سيشمل البحث الملفات العالقة كلها. الى ذلك، دعا الفاسي الجزائر الى "التخلي عن سياسة الهيمنة ووقف افتعال النزاع حول مغربية الصحراء". ورأى في موقف الجزائر من ملف الصحراء "تناقضاً مع طموح شعوب المنطقة في بناء المغرب العربي على اساس التعاون والتكافؤ وخدمة المصالح المشتركة".