صوّت البرلمان الصومالي أمس الإثنين بالموافقة على تثبيت رئيس الوزراء نور حسن حسين في منصبه بعدما عزله الرئيس عبدالله يوسف، مما دفع بالحكومة الهشة في القرن الافريقي نحو مزيد من الفوضى. وكان الرئيس يوسف قال الأحد إنه عزل حسين بعد خلاف بينهما على الحكومة الجديدة التي كانت دول مانحة وزعماء اقليميون سعوا إلى تشكيلها في وقت يرابط فيه المتشددون الاسلاميون على مشارف العاصمة مقديشو. ويسيطر الإسلاميون على معظم أنحاء جنوبالصومال. ومن المقرر أن تنسحب القوات الإثيوبية التي تدعم الحكومة التي يساندها الغرب بحلول نهاية العام مما يزيد من المخاوف بحدوث فراغ في السلطة واندلاع المزيد من أعمال العنف. وقال الشيخ آدم مادوب رئيس البرلمان الصومالي إن 143 مشرّعاً من بين 170 موجودين في بيداوة وافقوا على اعادة تثبيت حسين ودعا بعضهم الى تنحي يوسف. لكن الناطق باسم الرئيس رفض هذا التصويت قائلاً إنه غير دستوري. ووقع الخلاف بين يوسف وحسين الذي تولى منصبه قبل عام تقريباً، منذ فترة ويدّعي كلاهما ان الدستور يؤيد موقفه. وبدأ الخلاف عندما عزل حسين رئيس بلدية مقديشو السابق وهو حليف رئيسي للرئيس. ويختلف الاثنان ايضاً على الاتجاه الذي اتخذته المحادثات التي استضافتها الأممالمتحدة بهدف اقتسام الحكومة السلطة مع المعارضة الاسلامية المعتدلة. وتظاهر مئات الأشخاص في مقديشو ضد قرار الرئيس عزل رئيس وزرائه. وينحي بعض الديبلوماسيين الاقليميين باللائمة على الشقاق داخل الحكومة الموقتة الضعيفة في تعثر عملية السلام، كما انه يثير انزعاج الاتحاد الافريقي. وقال جان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي إن عزل رئيس الوزراء سيقوّض جهود إقرار السلام ويضعف بدرجة أكبر الحكومة الاتحادية الانتقالية. وقال بينغ في بيان مساء الأحد"الرئيس... يحضهما على التغلب على الانقسامات الداخلية التي تستهلك طاقتهما من أجل التصدي للتحدي الكبير الذي يواجه بلدهما". ولدى الاتحاد الافريقي قوات قوامها 3200 جندي تحرس المواقع المهمة في مقديشو. لكن اثيوبيا قالت إن القوات الافريقية تعتزم الانسحاب عندما تسحب هي قواتها التي كانت تدعم الحكومة. وقال وزير دفاع بوروندي جيرمين نيويانكانا أمس الاثنين ان بعثة الاتحاد الافريقي ستبقى مع ذلك. وقال في مؤتمر صحافي:"شعرنا بالدهشة من البيان الإثيوبي. ولم تقل بوروندي أبداً إنها ستسحب جنودها من الصومال"، مضيفاً أن بوروندي لديها 850 جندياً آخر ستضيفهم الى قواتها الموجودة في الصومال وعددها 1700 جندي. وقالت اثيوبيا إن قرارها بسحب القوات نهائي وانحت باللائمة على المجتمع الدولي لإخفاقه في تمويل بعثة الاتحاد الأفريقي لتصل الى قوامها المزمع وهو 8000 جندي. نشر في العدد: 16692 ت.م: 16-12-2008 ص: 10 ط: الرياض