كشف المعارض الإسلامي الجزائري البارز عبدالله جاب الله ل"الحياة"أنه يسعى لدى شخصيات نافذة في الساحة السياسية لحشد تأييد لمبادرة أطلقها مطلع الشهر، تهدف إلى تشكيل قطب سياسي متعدد التيارات"يساهم في تغيير جذري للواقع السياسي الذي آلت إليه البلاد". وأكد أن الكيان الذي يسعى إلى تأسيسه مفتوح أمام"الجبهة الإسلامية للإنقاذ"المحظورة وأطراف من خارج التيار الإسلامي. وأكد جاب الله، وهو مؤسس حركتي"النهضة"و"الإصلاح الوطني"الإسلاميتين، أنه بدأ"استشارة سياسية"مع شخصيات تحفظ عن كشفها، بهدف"إحداث تغيير سياسي شامل"، في خطوة تأتي على ما يبدو في إطار استعداداته لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل في مواجهة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، ليشكل الملتفون حوله"حزباً"غير معتمد رسمياً يدعم حملته الانتخابية. وأشار إلى إن"الاستشارة سيكون لها امتداد باتجاه محسوبين على تيارات خارج التيار الإسلامي، و"تتوسع لتشمل شخصيات جزائرية محسوبة على التيار الوطني والديموقراطي، كما ستنفتح على أبناء الجبهة الإسلامية للإنقاذ"التي تحظر الحكومة على أعضائها ممارسة العمل السياسي. ويقول مقربون من جاب الله المتمسك بقيادة حركة"الإصلاح"التي آلت قيادتها إلى خصومه بتزكية من وزارة الداخلية الجزائرية، إن المبادرة ليست بمعزل عن الاستحقاق الرئاسي المقبل. وعُلم أنها ستشمل قيادات سابقة في حزب الغالبية"جبهة التحرير الوطني"، خصوصاً أمينه العام السابق عبدالحميد مهري. وأوضح جاب الله ل"الحياة"أن الأحزاب السياسية غير معنية بالمبادرة التي يقودها مع قيادات سابقة في"الإصلاح"فضلت الاستمرار إلى جانبه بعد انشقاق الحركة قبل عامين. و عزا ذلك إلى أن"الأحزاب أفرغت من محتواها النضالي وباتت لا تملك برامج للتغيير". لكنه قال إن"الأمر يعني جميع الشخصيات من جميع التيارات ومن المجتمع المدني"، إلا أنه لفت الانتباه إلى أن"انطلاقة الاستشارة تمت عبر قاعدة تحسب للتيار الإسلامي. وبعد تأسيس اللجنة المشرفة على الاستشارة، سنتصل بأبناء التيار الإسلامي ثم نمتد إلى أبناء التيارات الأخرى". وبحسب جاب الله، فإن"كوادر وطنية وأخرى على مستوى الولايات تعمل في المحافظاتالجزائرية لكسب تأييد واسع"للمبادرة الجديدة. وتحفظ عن تسمية هذه الكوادر، لكنه اكتفى بالقول إن دوره يقتصر على"لفت انتباه متعاطفين مع التغيير السياسي. وما أعمل عليه شخصياً يتم في إطار ضيق، مع ترك الباقي للإطارات الوطنية". وهو دعا بعد إعلانه المبادرة"كل من تربى في مدرسة التيار الإسلامي إلى الالتحاق بالاستشارة، سواء كان في حركة النهضة أو حركة الإصلاح الوطني أو في غيرهما". ورد الأمين العام لحركة"الإصلاح"جهيد يونسي بأن الأخيرة"غير معنية"بالمبادرة التي وصفها بأنها"مونولوج السياسي". وقال إن"الإصلاح تنسق في ثوب القيادة الجديدة مبادرة مستقلة مع حركة النهضة". ورغم رفض"الإصلاح"و"النهضة"تزكية مشروعه السياسي الجديد، فإن مؤسس الحركتين أبقى الباب"مفتوحاً أمام أبناء الجبهة الإسلامية للإنقاذ"المحظورة. ويسعى جاب الله الذي انسحب من انتخابات الرئاسة العام 1999 احتجاجاً على"التزوير"وحل ثالثاً في انتخابات العام 2004 التي خاضها أمام بوتفليقة، إلى"تقويم الوضع السياسي في البلاد، وتحديد ما ينبغي فعله وما يمكن فعله... عملية التقويم لا يقوى عليها تيار واحد". وأبقى الباب مفتوحاً أمام احتمال ترشحه للرئاسيات المقبلة. وقال:"الأمر يترك إلى القيادات التي تقرر ترشحي من عدمه". ويسود اعتقاد في الجزائر أن جاب الله يتوجه ببطء نحو منافسة بوتفليقة الذي لم يعلن ترشحه بعد، إذ يتردد أن الأمين العام لحزب الغالبية عبدالعزيز بلخادم باشر وساطة بين الرجلين لإزالة"سوء التفاهم"بينهما، في شكل قد يمهد لدخول جاب الله الرئاسيات كمرشح إسلامي مقابل إعادته على رأس"الإصلاح". نشر في العدد: 16691 ت.م: 15-12-2008 ص: 11 ط: الرياض