خرجت اسماء لها وزنها في الساحة السياسية في الجزائر لتعلن جهرا وقوفها في وجه ترشح الرئيس الجزائري لعهدة رئاسية رابعة بالتزامن مع إعلان ممثلي التيار الإسلامي جميعهم مقاطعة استحقاق 17 أبريل المقبل بدعوى غياب ضمانات الشفافية والنزاهة. وفي بيان وصل مكتب "الرياض" الأحد تلتحق ثلاثة أسماء هامة بصف المعارضين لترشح بوتفليقة لولاية رابعة وهي وزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي والجنرال المتقاعد رشيد بن يلس وعميد الحقوقيين الجزائريين الشيخ علي يحيى عبد النور، ودعا الثلاثي الجزائريين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية في حال ترشح لها بوتفليقة بدعوى أن الأخير متوعك صحيا ولم تحقق الجزائر طيلة ال 15 سنة من حكمه "الوثبة الاقتصادية" المرجوة فضلا عن انتشار الفساد. ويكشف إعلان الشخصيات الثلاثة رفضها ترشح بوتفليقة للرابعة، وهي المعارضة للرئيس بوتفليقة منذ العام 1999 عندما دخلت معه آنذاك في سباق الرئاسيات باستثناء المناضل الحقوقي علي يحيى عبد النور، قبل إقصائها، فضلا عن معارضتها العام 1992 توقيف المسار الانتخابي الذي فازت به جبهة الإنقاذ المحلة، والتحاقها بمجموعة " سانت إيجديو" التي عارضت تدخل العسكر لتوقيف المسار الانتخابي ودافعت عن قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ الذين زجّ بهم في السجن مطلع التسعينيات، يكشف أن تكتلا سياسيا يلوح في الأفق سيكون مقابلا للتكتل الذي يطبّل لرابعة بوتفليقة وينشطه محيط الرئيس ووزرائه في حكومة عبد المالك سلال الحالية بالأخص وأن أسماء سياسية هامة أخرى كانت قد أعلنت وقوفها في وجه ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة مثل وزير الإعلام السابق عبد العزيز رحابي، وزعماء أحزاب تحسب على التيار الديمقراطي العلماني مثل جبهة القوى الاشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذين فضلوا خيار المقاطعة، فضلا عن شخصيات ثقيلة ما تزال تتريث وتترقب مثل رؤساء الحكومات السابقة مولود حمروش وسيد أحمد غزالي وبلعيد عبد السلام وأحمد أويحي وكلهم بإمكانهم التأثير في مآلات الأمور إن هم خرجوا عن صمتهم. ويأتي إعلان هذه الشخصيات وقوفها في وجه ترشح بوتفليقة للرابعة في وقت تشهد الساحة السياسية منذ 3 فبراير الجاري تعفنا غير مسبوق أعلى هرم السلطة بين مؤسستين هامتين المخابرات والرئاسة على خلفية تصريحات نارية أطلقها زعيم الحزب الحاكم حزب جبهة التحرير الوطني عمّار سعداني ضد الرقم الأول في جهاز الاستخبارات الجزائرية الجنرال محمد مدين المعروف باسم "توفيق" متهما إياة بكل الأمراض التي لحقت بالجزائر خلال العشرين سنة الماضية وأعقبت تصريحات سعداني تصريحات أخطر انخرط فيها ضباط سابقون في المخابرات دافعوا عن الجنرال توفيق ورشقوا الشقيق الأصغر لبوتفليقة سعيد بوتفليقة باتهامات تمّس حياته الخاصة وعلاقاته بالفساد كل ذلك في سياق صراع على الحكم قذف به إلى العلن بين مناصري ترشح بوتفليقة للرابعة ممن يحسبون على محيط الرئيس وشقيقه و بين المعارضين لترشحه ممن يحسبون على جهاز المخابرات الذي تورد معلومات يتداولها الإعلام الوطني أن بوتفليقة لا يرغب في الاستمرار لولايه رابعة بسبب مرضه أولا ثم بسبب ملفات الفساد الكثيرة التي انفجرت خلال عهده ويتهم رجالاته بالتورط فيها عل غرار وزير الطاقة شكيب خليل ووزير النقل الحالي عمار غول و شقيقه السعيد.وفي خضم هذه الأجواء تعلن الأحزاب الإسلامية جميعها مقاطعة الاستحقاق الرئاسي المقبل، ومن المنتظر أن يعلن الزعيم الإسلامي المتشدد عبد الله جاب الله مقاطعة حزبه "العدالة والتنمية" الرئاسيات الجمعة المقبل مثلما قال في اتصال هاتفي مع "الرياض" الثلاثاء وقرر الحزب الإسلامي المعتدل والأهم في البرلمان "حركة مجتمع السلم" (حمس) تنشيط حملة مقاطعة بالموازاة مع الحملة الانتخابية رغم تحذيرات الداخلية، فيما اكتفت أحزاب إسلامية أخرى "حركة النهضة" وجبهة التغيير بإعلان المقاطعة بدعوى غياب الشفافية و رفض استجابة الداخلية لمطلب المعارضة القاضي بإنشاء هيئة مستقلة لمراقبة الانتخابات بعيدا عن الإدارة الرسمية المتهمة بالانحياز إلى مرشح السلطة منذ استقلال البلاد إلى اليوم.