تركت حركة"حماس"الباب موارباً أمام إمكان تمديد اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل في قطاع غزة والتي تنتهي الجمعة، في وقت اوفدت اسرائيل مبعوثا الى مصر لبحث فرص التمديد، محذرة"حماس"من"تغيير قواعد اللعبة"، كما حذرت مصر الحركة الاسلامية من تصعيد اسرائيلي غير مسبوق قد يستهدف قياداتها في حال عدم التمديد. راجع ص 4 وفيما كانت"حماس"تحتفل بذكرى انطلاقتها ال21 في مهرجان حاشد في غزة قدر عدد المشاركين فيه ب200 ألف شخص، اكد بيان صادر في دمشق ان رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل قال في حوار مع قناة"القدس"الفضائية ان التهدئة مع اسرائيل"على الغالب لن يتم التجديد لها"، وهو ما فسر على انه موقف غير قاطع تجاه رفض تمديد التهدئة. واعرب رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية عن موقف مشابه في كلمته امام المهرجان عندما اتهم اسرائيل بخرق بنود التهدئة، من دون ان يتطرق الى تمديدها، بل قال ان"الفصائل في غزة وفي الخارج عقدت اجتماعات عدة لتقويم التهدئة والتزام اسرائيل بها، وخرجت بانطباعات سلبية". في الوقت نفسه، قال القيادي في"حماس"أسامة المزيني لوكالة"رويترز"ان اتفاق التهدئة لن يجدد بشكل تلقائي بعد 19 الجاري ما لم يكن هناك التزام اسرائيلي حقيقي بكل شروطه، لافتاً الى أنه لا يوجد ما يشجع الحركة على المضي قدما في اتفاق لم يحقق النتائج التي تمنتها. لكنه ايضا لم يجزم بشكل قاطع بأن التهدئة لن تجدد. من جانبها، اعلنت اسرائيل استعدادها لتمديد التهدئة شرط ان تحترمها"حماس"، كما اوفدت رئيس الهيئة الأمنية - السياسية في وزارة الدفاع الميجر جنرال عاموس غلعاد الى مصر للقاء مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان للتباحث معه في استمرار التهدئة وفي قضية الجندي الأسير في القطاع غلعاد شاليت. في الوقت نفسه، أكدت إسرائيل رفضها مسعى"حماس"لإدخال تعديلات أو شروط جديدة على اتفاق التهدئة او ما وصفته"بوضع قواعد جديدة للعبة". وقال مصدر أمني ان الدولة العبرية حذرت"حماس"من أن مواصلة إطلاق القذائف الصاروخية على البلدات المحاذية للقطاع"سيغيّر قواعد اللعبة"ويصعّد ردها العسكري، ويستوجب من الحكومة الإسرائيلية اتخاذ قرار واضح في ما إذا كانت وجهتها نحو حرب في القطاع. وفي القاهرة، أبدت مصادر مصرية مطلعة قلقها، وقالت ل"الحياة"إن الاسرائيليين متأهبون للرد على أي تصعيد فلسطيني قد يتم من خلال إطلاق الصواريخ على البلدات الاسرائيلية شمال قطاع غزة، محذرة من أن"الرد الاسرائيلي سيكون قاسياً وقد يستهدف قيادات رفيعة للحركة حماس من خلال عمليات نوعية واغتيالات". ودعت القوى الفلسطينية الى ضرورة وضع مصالح الشعب الفلسطيني فوق أي اعتبار، وان يكون القرار فلسطينياً خالصاً، معتبرة أن عدم تجديد اتفاق التهدئة يضر بمصالح الشعب الفسطيني. ورجح مصدر مصري موثوق موافقة الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمها"حماس"على تمديد التهدئة، على اساس النقاط التي تم الاتفاق عليها مسبقاً، ومنها فتح المعابر والسماح بدخول المواد الغذائية والمستلزمات الانسانية والمواد الأساسية. واستبعد أن يشهد قطاع غزة تصعيداً عسكرياً من جانب القوى والتنظيمات الفلسطينية لأن التصعيد ليس من مصلحة الجانبين معاً، خصوصاً في ضوء اجواء الانتخابات الاسرائيلية، مشددا على ان تمديد اتفاق التهدئة سيتم على اساس التهدئة في مقابل التهدئة، وتشغيل المعابر مرتبط بمدى التزامها. نشر في العدد: 16691 ت.م: 15-12-2008 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: "حماس" تلوح بعدم تمديد اتفاق التهدئة وإسرائيل تحذرها من "تغيير اللعبة"