ظهرت بوادر خلافات مبكرة في فريق السياسة الخارجية الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما، خصوصاً بين هيلاري كلينتون التي رشحها اوباما لتولي حقيبة الخارجية وسوزان رايس المرشحة لمنصب المندوب الأميركي لدى الأممالمتحدة. وقامت كل منهما على حدة، بزيارة مقر وزارة الخارجية في واشنطن حيث تسعى رايس الى إقامة مكتب لفريقها الانتقالي الخاص، في خطوة تعتبر سابقة وقد تثير مشاكل مع كلينتون. وزيارة كلينتون وزارة الخارجية أمس، كانت الأولى لها منذ رشحها اوباما للمنصب. وهي امضت ساعات مع أعضاء فريقها الانتقالي في الوزارة الذين اعدوا ملخصات لها. ولم تلتق كلينتون وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس خلال زيارتها، لكنهما تناولتا العشاء لاحقاً في منزل الأخيرة في مبنى ووترغيت في واشنطن. ونقلت وكالة"اسوشييتد برس"عن مصادر قريبة الى الفريق الانتقالي الذي عينه اوباما، ان سوزان رايس تريد ان تضع فريقها الانتقالي الخاص في مقر الخارجية، في خطوة تعتبر سابقة، علماً ان الأخيرة ستباشر مهماتها في مقر المنظمة الدولية في نيويورك حيث أقامت فريقاً انتقالياً محدوداً، تمهيداً لبدء العمل مع تولي اوباما الرئاسة رسمياً في 20 كانون الثاني يناير المقبل. واعتبرت المصادر ذاتها ان خطوة سوزان رايس التي دعمت اوباما منذ بداية حملته الانتخابية، ويعتزم الرئيس المنتخب ترفيعها الى مرتبة وزير، تشكل مؤشراً الى أنها تنوي ان تستغل نفوذها لدى اوباما لتؤدي دوراً أكبر من المألوف بالنسبة الى المندوبين الأميركيين السابقين لدى الأممالمتحدة. وكان اوباما قال لدى إعلانه ترشيح كلينتون ورايس، انه يريد ان تؤدي الأخيرة دوراً اكثر أهمية في السياسة الخارجية، مما كان يؤديه المندوبون السابقون لدى المنظمة الدولية. ونفى مساعدون لاوباما وكلينتون وجود خلافات بين الاخيرة وبين سوازن رايس. وقال الناطق باسم كلينتون ان سناتور نيويورك"تكن احتراماً كبيراً للمرشحة لمنصب مندوب لدى الأممالمتحدة، وتتطلع الى العمل معها". وقالت الناطقة باسم الفريق الانتقالي لاوباما:"نظراً الى ان البعثة الأميركية لدى الأممالمتحدة تحظى بدعم وزارة الخارجية، فثمة مغزى ان تحصل مرشحتنا على مكتب تستخدمه للاستعدادات واللقاءات هناك، كجزء من عملية انتقال السلطة". لكن مراقبين اشاروا الى ان العلاقات بين كلينتون وسوزان رايس ساءت منذ حملة الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي، بسبب الدعم القوي الذي قدمته رايس لاوباما، والذي اعتبره آل كلينتون بمثابة خيانة، ذلك أنها شغلت منصباً رفيع المستوى في الخارجية خلال عهد الرئيس السابق بيل كلينتون. ويمكن ان يؤدي عزم رايس على وضع فريقها الخاص في وزارة الخارجية، الى إثارة تكهنات بأن هذه التوترات مع هيلاري ستستمر في الإدارة الجديدة. نشر في العدد: 16686 ت.م: 10-12-2008 ص: الأولى ط: الرياض