طالبت الأممالمتحدة وجماعات إغاثة بزيادة عاجلة في التمويل الدولي لمساعدة الدول الأكثر فقراً في العالم في التعامل مع تغير المناخ، حتى في الوقت الذي تثقل فيه أزمة الائتمان العالمية كاهل موازنات الدول الغنية. ويرى خبراء المساعدات ان هناك حاجة إلى عشرات بلايين الدولارات للاستعداد لطقس اكثر تغيراً، وآثار أخرى لارتفاع حرارة الأرض، مثل ارتفاع منسوب مياه البحار. وستطرح هذه المسألة على جدول الأعمال في محادثات المناخ التي تضم 190 دولة، والتي تبدأ اليوم في بوزنان في بولندا. وأعلن كبير مسؤولي شؤون تغير المناخ في الأممالمتحدة ايفو دو بوير في بيان قبل الاجتماع، ان الحاجة إلى تقدم حقيقي في شأن التعامل مع تغير المناخ هي اكثر إلحاحاً في الوقت الراهن. وأضاف ان"آثار تغير المناخ التي حددها العلم تثقل كاهل هؤلاء الأكثر عرضة للتأثر، والذين ينتظرون الموارد المالية والتكنولوجية التي يحتاجونها للتعامل مع هذه التأثيرات". ودعا منسق الأممالمتحدة للإغاثة الطارئة جون هولمز في اتصال مع"رويترز"الحكومات"إلى التركيز في شكل اكبر على التكيف مع تغير المناخ في المفاوضات الدولية، التي كانت تركز بصورة رئيسة على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون". وأضاف:"نشهد آثار تغير المناخ بعدد اكبر من الكوارث الأشد وطأة، مثل مزيد من الفيضانات والأعاصير وموجات الجفاف، ونحن بحاجة إلى التعامل معها الآن، وليس في المستقبل فحسب". ويتضمن التكيف تدابير مثل بناء دفاعات ضد الفيضانات، ومنازل على ارض اكثر ارتفاعاً، ووضع نظم للإنذار المبكر وزراعة نباتات ساحلية ومحاصيل مختلفة. ويتوقع ان تضع الحكومات اللمسات النهائية على صندوق التكيف لبروتوكول كيوتو في بوزنان، حتى يتسنى البدء في طرح مشاريع كبيرة عام 2009. ولم ينفق الصندوق أموالاً حتى الآن، لأن مجلس الإدارة قضى العام الماضي في إعداد المسائل القانونية والفنية. وسيمول الصندوق من خلال ضريبة مقدارها اثنان في المئة على مشاريع"آلية التنمية النظيفة"، وهي خطة للأمم المتحدة تسمح للدول الغنية بالاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة في العالم النامي، في مقابل خفض انبعاثاتها من الكربون. وأوضحت الأممالمتحدة ان رأس مال الصندوق سيرتفع إلى 300 مليون دولار بحلول 2012، وهو جزء من حد أدنى مقداره 50 بليون دولار، ترى منظمة الإغاثة"أوكسفام"انه مطلوب سنوياً لكي تتجنب الدول الفقيرة الضرر الخطير لتغير المناخ.