جنيف - رويترز - أحرز ممثلو 50 دولة تقدماً في اتجاه إنشاء «صندوق بيئي» لمساعدة الدول الفقيرة على محاربة ارتفاع درجة حرارة الأرض. لكن المكسيك وسويسرا المضيفتين توقعتا «عدم التوصل إلى اتفاق كامل في شأن المناخ في إطار الأممالمتحدة هذا العام». وبحث وزراء البيئة ومسؤولون كبار يجتمعون في جنيف أيضاً، في آلية جمع 100 بليون دولار سنوياً، لمساعدة الدول على محاربة التغير المناخي بدءاً من عام 2020، وفق التعهدات التي خرجت بها قمة المناخ الأخيرة، وربما تكون عبر أسواق الكربون أو زيادة أسعار تذاكر الطائرات أو الضرائب على الشحن، ويديرها الصندوق. ولم تستبعد وزيرة خارجية المكسيك باتريشيا اسبينوزا، بعد المحادثات غير الرسمية التي أجراها ممثلو 46 دولة في جنيف، «القدرة على إنشاء الصندوق البيئي في كانكون» في المكسيك، التي تستضيف اجتماع الأممالمتحدة السنوي في شأن المناخ بين 29 تشرين الثاني (نوفمبر) والعاشر من كانون الأول (ديسمبر) المقبلين. والهدف من الصندوق البيئي، مساعدة الدول الفقيرة على الانتقال من الوقود الأحفوري، والتعامل مع الفيضانات وموجات الجفاف والانهيارات الطينية، وارتفاع مستويات البحار المتوقعة التي يسببها التغير المناخي. وأوضحت اسبينوزا، أن «أي اتفاق تخرج به قمة كانكون لن يصل إلى معاهدة بالمعنى الكامل»، ما يندرج في إطار تراجع الآمال بعدما توصلت قمة الأممالمتحدة في كوبنهاغن عام 2009 الى مجرد اتفاق غير ملزم. ويمكن أن تقرر قمة كانكون البناء على أية اتفاقات لتصبح معاهدة ربما في 2011. وقال وزير البيئة السويسري موريتز لوينبرغر في مؤتمر صحافي مشترك مع اسبينوزا، التي تشاركه استضافة الاجتماع، «تسببنا في توقعات كثيرة في كوبنهاغن في التوصل إلى حل شامل وملزم من الناحية القانونية، ولم نعد نركز على ذلك». ورجحت اسبينوزا أن يكون «الاتفاق على الصندوق البيئي جزءاً من حزمة أكبر في كانكون، من بينها سبل لتبادل تقنيات نظيفة أو لحماية الغابات التي تخزن الكربون». وأكدت ضرورة «الموافقة على عناصر الصفقة كلها أو رفضها كلها». واعتبر المبعوث الأميركي إلى محادثات المناخ تود ستيرن، في مؤتمر صحافي أن الاجتماع «بنّاء جداً». ولفت إلى أن «القضية الأكبر تتمثّل في ضرورة أن يكون ذلك جزءاً من صفقة. لن نمضي قدماً في صندوق البيئة وتدبير 100 بليون دولار سنوياً، إذا لم نحرز تقدماً في القضايا الرئيسة في اتفاق كوبنهاغن». وأكد ستيرن مجدداً التزام الرئيس باراك أوباما، خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بحلول عام 2020، على رغم عدم إقرار مجلس الشيوخ التشريع. وألمحت مفوضة المناخ في الاتحاد الأوروبي كوني هيدغارد، إلى وجود «شبه اتفاق» على الصندوق البيئي، لكن لا علامات تُذكر إلى التحرك في شأن القضايا الأساسية من جانب الولاياتالمتحدة والصين أكبر مصدرين للانبعاثات. وشدّدت الأمينة التنفيذية لاتفاق الأممالمتحدة الإطاري المعني بالتغير المناخي كريستيانا فيجيريس، في حديث إلى وكالة «رويترز»، على أن «الأموال ضرورية» لبناء الثقة بين الأغنياء والفقراء التي لحق بها الضرر في كوبنهاغن.