اختتم في بوزنان البولندية مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ بالإعلان عن اتفاق لمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة الفيضانات والعواصف والجفاف, في حين تحقق تقدم وصف بالطفيف على صعيد جهود خفض الانبعاثات التي تسبب الاحتباس الحراري. ووضع وزراء البيئة المشاركون في المحادثات قواعد لصندوق «التكيف» الذي سيساعد الدول النامية على التكيف مع الفيضانات والانهيارات الطينية والجفاف وارتفاع منسوب البحر. ويتوقع أن يوفر الصندوق أموالا نقدية لتطوير نظم إنذار من العواصف أو دفاعات بحرية أو محاصيل مقاومة للجفاف. كما منحت الدولة النامية تسهيلات للحصول على الأموال في حين حصلت الدول الغنية على ضوابط تضمن لها أن الأموال تنفق بشكل سليم. وينتظر أن يكون الصندوق -أحد النقاط القليلة التي اتفق عليها في اجتماعات بوزنان- قادرا على اجتذاب أرصدة تصل قيمتها نحو 80 مليون دولار وقد ترتفع إلى 300 مليون سنويا بحلول العام 2012. وطبقا لتقديرات الأممالمتحدة فإن الدول الفقيرة ستحتاج إلى عشرات المليارات من الدولارات سنويا بحلول العام 2030 لمواجهة تغير المناخ. في المقابل قال جون آشي ممثل أنتيغوا وبربودا التي تترأس مجموعة ال77 التي تضم عدة دول نامية بالإضافة إلى الصين، إن الصندوق خطوة غير كافية. من جهته قال وزير البيئة الألماني سيغمار غبريال إن المبالغ الحالية الخاصة بصندوق التكيف قليلة للغاية, مشيرا إلى تأجيل مناقشة بشأن بحث مصادر أوسع للتمويل إلى اجتماع آخر. وأوضح وزير البيئة البولندي ماتياج نوفيتشكي الذي ترأس الاجتماعات التي شاركت بها 189 دولة، أن الاتفاق سيساعد في تسهيل التوصل إلى اتفاق شامل العام المقبل في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن. من ناحية أخرى وافق الاتحاد الأوروبي على إقامة صندوق بقيمة 60 مليون دولار للمساعدة على مواجهة تأثير الاحتباس الحراري باتخاذ إجراءات مثل إقامة حوائط بحرية. في الوقت نفسه انتقدت منظمة حماية البيئة الألمانية المعروفة بجماعة السلام الأخضر قرارات القمة الأوروبية حول المناخ, كما وجهت نقدا لاذعا لدور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ونقلت صحيفة «نويه بريسه» التي تصدر في هانوفر عن خبير جماعة السلام الأخضر كارستن سميد قوله «لقد تخلت من تسمي نفسها مستشارتنا في أمور المناخ عن دورها القيادي في حماية المناخ لتصبح يدا طولى بصناعة الطاقة». وأشار سميد إلى أن ميركل روجت في بروكسل للترتيبات الصناعية الخاصة التي ستستفيد منها مفاعلات توليد الطاقة بالفحم وهي ضارة بالبيئة. واعتبر أن الصناعة هي التي فازت في النهاية وليس المناخ، قائلا للصحيفة «لقد جعلت ميركل من نفسها متحدثة باسم الصناعة وهو ما سيجعل مستقبلنا مظلما».