تسجل مكتبة"ذاكرة مصر المعاصرة"وهي مكتبة رقمية على شبكة"الانترنت"، أبرز الأحداث التي شهدتها مصر على مدى 176 عاماً تبدأ من تولي محمد علي حكم البلاد في العام 1805 وتنتهي باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات في السادس من تشرين الأول أكتوبر 1981. ودشنت السيدة سوزان مبارك بصفتها رئيس مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية"ذاكرة مصر المعاصرة"في حفلة أقيمت أخيراً في دار الأوبرا المصرية في حضور نخبة من المسؤولين والمفكرين والشخصيات العامة. ولعل أبرز ما يميز تلك"المكتبة الرقمية"هو"الحياد"فضلاً عن"تسليط الضوء على جوانب مجهولة في تاريخ الشعب المصري"، بحسب تصريح مدير إدارة الإعلام المشرف على المشاريع الخاصة في مكتبة الإسكندرية الزميل خالد عزب. وتفرد مكتبة"ذاكرة مصر المعاصرة"صفحات لشخصيات جرى تهميشها أو تجاهلها تماماً في كتب التاريخ المقررة على طلاب المدارس والجامعات، مثل اللواء محمد نجيب الذي قاد ثورة 1952 وكان أول رئيس لمصر في عهدها الجمهوري قبل أن يطيحه جمال عبدالناصر في العام 1954 وكذلك حسن البنا مؤسس جماعة"الإخوان المسلمين"في عشرينات القرن المنصرم. وكما يقول مدير مكتبة الإسكندرية إسماعيل سراج الدين، فإن"ذاكرة مصر المعاصرة"توثق تاريخ مصر في القرنين التاسع عشر والعشرين من خلال الصور والوثائق والطوابع والعملات والتسجيلات التاريخية التي كتبت خصيصاً لهذا المشروع الضخم وغيرها من المواد النادرة الخاصة بتلك الحقبة والتي لا تحويها أي مكتبة رقمية أخرى. ويوضح سراج الدين أن هذا المشروع البحثي الذي نفذته المكتبة، بجانبيه العلمي والتقني، يهدف إلى حفظ كل ما يتعلق بمصر شعباً ومجتمعاً وأرضاً بصورة رقمية حيث تصبح"ذاكرة مصر المعاصرة"المرجعية الرئيسة لتاريخ البلاد. ومن جانبه يؤكد عزب أن هناك أكثر من طريقة للإبحار داخل"ذاكرة مصر"عبر الرابط http://modernegypt.bibalex.org فمن خلال الحاكم تمكن معرفة الأحداث كافة التي شهدها عهده والتعرف إلى أوضاع البلاد وأهم التغيرات التي طرأت عليها في مختلف النواحي، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية. وتضم المكتبة الرقمية ل"ذاكرة مصر المعاصرة"ما يعتبره عزب"أول تاريخ موثق"للوزارات المصرية متاح عبر"الانترنت"، مشيراً إلى أنه يمكن متصفحها تتبع تاريخ الوزارات المصرية ورؤساء الوزراء منذ عهد الخديوي اسماعيل وقت أن كان يطلق عليهم اسم"نظارات"إلى نهاية عهد السادات، كما تضم الدساتير المصرية كاملة، وتوثق الحياة النيابية في مصر الحديثة منذ بدايتها وحتى الصورة الراهنة التي تبلورت في منتصف سبعينات القرن الماضي عبر إحياء التعددية الحزبية التي كانت ألغيت عقب ثورة 23 تموز يوليو 1952. وتحتوي"الذاكرة"أكثر من 11 ألف وثيقة ينشر معظمها للمرة الأولى، ما يجعلها تلبي مطلباً ملحاً لمثقفين مصريين بارزين لاحظوا ثغرات كثيرة في التاريخ الرسمي للبلاد. وتلقي"ذاكرة مصر المعاصرة"الضوء على أحد أكثر الحوادث غموضاًَ في الحقبة الزمنية التي تغطيها، ألا وهو حريق القاهرة في 1952 والذي يعتقد البعض أنه حدث بتدبير من الملك فاروق الذي أطاحه تنظيم"الضباط الأحرار"بعد شهور قليلة من وقوع ذلك الحادث. وتوثق"ذاكرة مصر المعاصرة"السير الذاتية لأكثر من خمسمئة شخصية أثرت في تاريخ مصر السياسي والثقافي والاجتماعي، مثل عمر مكرم الذي لعب دوراً محورياً في تولية محمد علي حكم البلاد بعدما غرقت في الفوضى لسنوات عدة أعقبت خروج قوات الحملة الفرنسية من مصر. وتولى المعهد الدولي للدراسات المعلوماتية ISIS تصميم وبناء المكتبة الرقمية ل"ذاكرة مصر المعاصرة"وسيستمر في تغذيتها بالمواد التي توفرها إدارة المشاريع الخاصة في مكتبة الإسكندرية أولاً بأول. وينقسم كل مدخل إلى مداخل فرعية عدة، ما نتج منه فهرس خاص.